أصبح مقعد د. صائب عريقات شاغرًا بعد وفاته في موقعي اللجنة التنفيذية كأمين سر لها، وعضويته في اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي جاء اختياره لعضوية التنفيذية ضمن حصة حركة فتح بواقع 4 مقاعد داخل اللجنة.
عريقات الذي كان مرشحا يوما ليكون أحد أبرز المنافسين لخلافة رئيس السلطة محمود عباس حال وفاته، فتح رحيله الطريق أمام منافسيه لأخذ منصبه، في عضوية التنفيذية والمركزية، إلى جانب مسؤوليته عن طاقم المفاوضات.
وبحسب اللجنة المركزية لحركة فتح فإن اختيار عضو اللجنة المركزية يحتاج لانعقاد المجلس الثوري، وهذا يعني أن الموقع سيظل شاغرا لحين انعقاده.
كما أن النظام الداخلي للمنظمة يشير الى ضرورة انعقاد المجلس المركزي لاختيار عضو اللجنة التنفيذية، وهو أيضا ما يعني استمرار فراغ الموقع.
لكن مع اعلان الساعات الأولى عن وفاته، برز الحديث عن مجموعة تعديلات داخلية طالت قيادات متنفذة بالسلطة، ووفق المعلومات، فإن ماجد فرج مسؤول مخابرات السلطة عيّن نائبا له بشكل مفاجئ، في خطوة عدها مراقبون استعدادا ليحظى بعضوية اللجنة المركزية للحركة.
فرج لم يحظ في المؤتمر السابع للحركة على فرصة اختياره عضوا بالمركزية، لكنه يعد الأبرز من بين أعضاء المطبخ السياسي المقرب من الرئيس، ويعدّ الى جانب حسين الشيخ المدبرين في إدارة شؤون السلطة الأمنية والمدنية.
ولمع نجم فرج مؤخرا في عديد الملفات الأمنية الحساسة التي تولاها داخل وخارج فلسطين، ولعب دورا مباشرا فيها لصالح المخابرات الامريكية أبرزها ما كشف عن تدخله في اعتقال أبو انس الليبي، والافراج عن رهائن في سوريا.
وكان فرج واحدا من ثلاثة على طاولة التفاوض مع حركة حماس عام 2006، كما أنه الموفد الخاص لرئيس السلطة محمود عباس لغزة في تفاهمات 2017م، كما لعب دورا في تعيين وزراء حكومة التوافق عام 2014م.
وبحسب مصادر في فتح، فإنّ فرج يحظى بمكانة مقربة أكثر من أعضاء اللجنة المركزية، ومع ذلك هو اسم محتمل ليحتل موقع عريقات، وينافسه عليه نبيل شعث الممثل الشخصي لرئيس السلطة.
شعث الذي زاد عمره عن السبعين عاما، ينافس كذلك بحسب قيادات بفتح على موقع التنفيذية، كونه عضو لجنة مركزية سابق.
وتستبعد المصادر ذاتها أن تحل شخصيات من خارج فتح بديلا عن عريقات بموقع التنفيذية، كونه ممثلا عن فتح، وهو ما يعني بالضرورة استقدام شخصية فتحاوية.
ويشار إلى أن شعت المرشح الأبرز خاصة وأنه يترأس ملف المغتربين كما أن دوره التفاوضي في مراحل سابقة يؤهله لشغل المنصب.
ويقطع شرط أن تكون الشخصية فتحاوية الطريق الى مقعد التنفيذية أمام شخصيات مقربة من عباس كمحمود الهباش.
وفي ذاته السياق تعتقد الأوساط الفتحاوية إمكانية تنافس الرجوب على موقع عريقات، وهو أيضا سيناريو قد يجابه بمواجهة في ضوء الاحتدام مع فريق الشيخ وفرج.
وبحسب خريطة التحالفات في فتح، فإن حسين الشيخ وماجد فرج وعزام الأحمد ومحمد اشتيه، يشكلون معا فريقا مشتركا، رغم وجود اتهامات للشيخ وفرج بالعمل ضد اشتيه بعد تقلده منصب رئاسة الحكومة.
وتكمن أهمية المنصب في أنه سيعزز فرصا شاغرة في خلافة عباس لرئاسة السلطة.