يبدو أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحاول افتعال أزمة تأجيل إقرار الموازنة العامة للدولة للعام 2020/2021؛ بشكل متعمد في محاولة منه لاستفزاز بيني غانتس الذي يتجهز للتناوب على رئاسة الوزراء.
وعلى ضوء ذلك، بعث وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، رسالة تهديد إلى نتنياهو مفادها أنه سيدفع باتجاه الذهاب للانتخابات حال لم يقر الأخير ميزانية الدولة.
وأفادت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، بأن غانتس هدد نتنياهو بأنه في حال عدم إقرار ميزانية الدولة للعام 2020/2021، فإنه سيذهب إلى صناديق الاقتراع، التي انضم للائتلاف الحاكم مع نتنياهو، لتجنبها، وعدم الدخول في انتخابات رابعة.
وذكر وزير جيش الاحتلال أن الوقت ينفد، وحزبه "أزرق أبيض" يريد إقرار الميزانية بأسرع وقت، وإلا سيكون المصير هو الدخول في انتخابات جديدة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
وأشار غانتس إلى أن الحزب الحاكم "الليكود" يؤجل المصادقة على ميزانية الدولة المقبلة، وبأنه كان يتعين تمرير تلك الميزانية في شهر أغسطس/ آب الماضي، ولكنه يقوم بتأجلها، غير مرة، دون أي تفسير - بحسب ويزر الجيش الإسرائيلي.
ويذكر أن الخلافات المستعرة بين غانتس ونتنياهو لسببين، الأول هو الاختلاف حول إدارة البلاد في ظل جائحة كورونا، والثاني لعدم تمرير ميزانية البلاد للعام 2020/2021.
ويتعمّد نتنياهو تأخير إقرار الموازنة في محاولة منه لجر غانتس وبقية الأحزاب الإسرائيلية إلى انتخابات رابعة وجديدة؛ يهرب عبرها من القضايا القضائية وتهم الفساد المنسوبة إليه وتجميد المحاكمات التي من المفترض أن يخضع لها عقب انتهاء فترة ولايته كرئيس وزراء، إلى جانب الهروب من إمكانية تولي غانتس الحكم.
ومنذ أبريل/نيسان 2019، شهدت إسرائيل ثلاث عمليات انتخابية، قبل تشكيل الحكومة الراهنة في مايو/أيار الماضي، بموجب اتفاق بين "الليكود" و"أزرق-أبيض" وأحزاب صغيرة.
وذكرت هيئة البث )الإسرائيلية(، الجمعة الماضية، أنه "من المرجح ألا يطرح وزير المالية، يسرائيل كاتس، موازنة لعام واحد على الحكومة، نظرا لعدم إدراج هذا الموضوع بجدول أعمالها".
وينبغي، وفقا للقانون )الإسرائيلي(، تقديم موازنة إلى الكنيست لإقرارها قبل 25 أغسطس/آب المقبل، وإلا فإن على الكنيست أن يحل نفسه، ويتم تحديد موعد لانتخابات مبكرة، فيما لم يجرِ إقرارها حتى كتابة هذا النص.
مسدس فارغ
ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي أن نتنياهو أقر موازنة لعام واحد ويحاول المماطلة في إقرار موازنة العامين المقبلين؛ كونه لا يريد تنفيذ اتفاق التناوب الذي يسمح لغانتس بأن يصبح رئيس للوزارة للعام والنصف المقبل في حكومة الوحدة.
ويوضح النعامي في حديثه لـ"الرسالة" أن نتنياهو يرغب بالذهاب للانتخابات، ويعلم أن غانتس مسدسه فارغ ولن يحقق نجاحا في الانتخابات المقبلة على غرار الانتخابات السابقة.
ويبين أن حزب أبيض أزرق يعاني من تراجع مقاعده في الكنيست، في المقابل فإن فرصة الليكود باتت أعلى وأكبر والذهاب للانتخابات سيكون في صالح نتنياهو وليس ضده.
ويرجح إلى أن استمرار عدم إقرار الموازنة سيدفع الجميع إلى الذهاب للانتخابات في مارس المقبل، لكن الأمر يبقى مرهونا بالتأثيرات الداخلية والخارجية والمتغيرات الدولية وخاصة فيما يتعلق بقرارات الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويتفق الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة مع سابقه، مبينا أن نتنياهو لا يريد أن يوفي بتعهده بالتناوب لذلك يحاول تعطيل إقرار الموازنة.
ويؤكد جعارة في حديثه لـ"الرسالة" أن نتنياهو ذكي جدا في صناعة التحالفات وهو يعمل مؤخرا على شطب القائمة العربية المشتركة من خلال منصور عباس، مما يعني تحقيقه نجاحا كبيرا في الانتخابات يفوق ال60 مقعدا؛ وتشكيل الحكومة بأريحية.
ويشير إلى أنه يسعى إلى تحقيق هدف استراتيجي يضمن بقائه دون محاكمة ويتمثل في إقرار القانون الفرنسي الذي يحصنه من التهم والمحاكمات مادام رئيسا للوزراء.
ويلفت إلى أن جميع ما سبق يدفعه لعدم إقرار الميزانية وجر الأحزاب لانتخابات رابعة يصطاد من خلالها عدة عصافير بحجر واحد.
هروبا من التناوب وطمعا بالانتخابات.. نتنياهو يتعمّد تأجيل إقرار الموازنة
الرسالة- محمد عطا الله