تعتبر سوسن الخليلي (42 عامًا) من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن ذلك لم يعقها عن تحقيق ذاتها، واستثمار فنها في إيصال مشغولاتها للعالم، فإذا ما انطلقت صافرة قطار النجاح فلن توقفه حدود ولا حواجز.
ولم تكتف الخليلي بإنجازاتها في الفن بل تعدته لتبدع في مجال رسومات التطريز مستعينة بأناملها الذهبية وإصرارها لتصنع نموذجاً لتحدي الإعاقة، ولتحصل على جوائز التميز والإبداع داخل وخارج فلسطين.
وتقوم الخليلي برسم خطوط التطريز التراثي الفلسطيني على الزجاج، وتضع أسفله قطعا قماشية خاصة بالتطريز، فيعطي انطباعا أولياً بأنه تطريز باستخدام الإبرة والخيط، لكن الخليلي استحدثت رونقا خاصا بها بإضافات فنية لافتة.
وتجسّد الفنانة في لوحاتها التي تنفذها داخل غرفتها المُخصّصة للرسم، والتي تضجّ بالألوان والأثواب، تفاصيل الزخارف الفنية الخاصة بالتطريز الفلسطيني، مع إضافة لمساتها الفنية الخاصة، فيما تقوم برسم خطوط وزخارف التطريز التقليدية، على ألواح المرايا والزجاج، والأواني الفخارية.
بعد عشرات السنين من التعلم في مشغولات التراث، ركّزت الخليلي جهودها على فن التطريز التراثي، من خلال عكسه على أواني الضيافة الخشبية ومحافظ النقود والحقائب والإكسسوار.
ورغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية لم تقف الفتاة الشابة خريجة المحاماة من جامعة الأزهر مكتوفة الأيدي، في انتظار المساعدة، بل جعلت لها ركنا في معارض غزة للترويج لمنتجاتها ومشغولاتها اليدوية والتي تلاقي في كل مرة استحسان الزائرين، وتوفر لها دخلا يساعدها في تلبية احتياجاتها.
وتشير بيانات مسح القوى العاملة 2019 إلى أن نسبة مشاركة النساء ذوات الاعاقة في القوى العاملة في فلسطين بلغت 4% من إجمالي النساء ذوات الاعاقة، مقابل 24% للرجال ذوي الاحتياجات الخاصة، كما بلغ معدل البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة 41% مقابل 21% بين الرجال للعام 2019.
وفي الثامن من مارس لعام 2013 روت الخليلي قصة نجاحها لوزارة الخارجية الإيطالية ووزارة الشؤون والعمل الإيطالية وجامعة "بولوميا" التي تعتبر من اقدم الجامعات الإيطالية، وقال حينها: "من خلال الفن نحاول أن نثبت أن ذوي الإعاقة جزء من المجتمع ولديهم قدرة على الإبداع والتميز ولكنهم بحاجة لمن يقف الى جانبهم ويساندهم مادياً ويدعمهم لتطوير قدراتهم لإكمال مسيرتهم الإبداعية."
وفي عام 2014 حصلت الخليلي على تمويل لمشروعها من مؤسسة "الإيدوكيت الإيطالية"، وأطلقت عليه اسم "معرض ستّ الكل للتراث الشعبي والرسم على الزجاج"، وكان بمثابة انطلاقة جديدة نحو الفنون التشكيلية.