قائد الطوفان قائد الطوفان

بوساطة دولية..السلطة تشق طريق العودة للمفاوضات

عباس.jpg
عباس.jpg

الرسالة- محمد عطا الله

على غرار عودتها للتنسيق الأمني واستئناف التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي واستلام أموال المقاصة، يبدو أن قيادة السلطة الفلسطينية تدفع باتجاه العودة لإحياء مسار المفاوضات مع الاحتلال بعد وصولها لطريق مسدود قبل حوالي سبع سنوات.

ورغم اختلاف الوقائع واندثار حل الدولتين التي كانت تفاوض على أساسه السلطة، نتيجة قضم الاستيطان ما تبقى من أراضي الضفة، فإن السلطة لا ترى أي أفق أمام بقائها إلا العودة لإحياء مسارها القديم لكن هذه المرة بوساطة دولية وعربية.

وأفادت "القناة 12" العبرية، أن مصر أبلغت السلطة الفلسطينية، نيتها الوساطة مع (إسرائيل) لإطلاق مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية، برعاية "مجموعة ميونيخ".

وأضافت القناة العبرية أن رئيس السلطة محمود عباس أعرب عن تأييده للخطوة المصرية، التي تنص على رعاية مجموعة ميونيخ التي تضم كلا من مصر والأردن وفرنسا وألمانيا للمفاوضات.

وتابعت القناة، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اتفق مع أبو مازن، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة قبل يومين، على استدعاء وزيري الخارجية الفلسطيني والإسرائيلي إلى القاهرة، للشروع في الترتيب لإطلاق المفاوضات.

ونوهت القناة إلى أن عباس أعرب عن تأييده للمبادرة المصرية، إلا أنه أكد أنه لن يتراجع عن مطلبه عقد مؤتمر دولي برعاية اللجنة الرباعية الدولية "الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة"، مشيراً إلى أنه قد توجه بهذا الخصوص إلى السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

********نزول عن الشجرة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن هذه الجهود تأتي في إطار سعي السلطة للنزول عن الشجرة والعودة لمسار المفاوضات القائم على حل الدولتين ومحاولة لإحيائه من جديد.

ويوضح الغريب في حديثه لـ"الرسالة" أن ما يجري هو محاولة لإعادة انتاج مسار المفاوضات الذي لن يتجاوز كل الاتفاقيات السابقة ولن يكون إلا على قاعدة مصالح دولة الاحتلال أولا ولن يتعدى الرؤيا الامريكية ثانيا.

ويؤكد أن هذا الخيار لن يعطي شيئا للفلسطينيين وهو إعادة انتاج مسار تفاوضي أثبت فشله منذ سنوات وهو رهان خاسر بالدرجة الأولى، مبينا أن الملف الفلسطيني لن يكون ذا أولوية لدى الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة جو بايدن.

ويشير إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية في أي ملف في المنطقة قائم على قاعدتين أولها مصالح الولايات ومصالح أمن دولة الاحتلال، وبالتالي إذا كانت محاولات لعقد مؤتمر للسلام سيتم احياء خط التفاوض من اجل التفاوض فقط وليس من اجل مصالح شعبنا الفلسطيني.

****** مماطلة وكسب وقت

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم أبراش أن التفاوض مع عدو مثل الكيان الصهيوني ليس الطريق الأمثل والأفضل بالمطلق أو أن العودة للمفاوضات ستؤدي حتماً لقيام الدولة الفلسطينية الموعودة.

ويتوقع أبراش في مقال له أنه حال العودة للمفاوضات فإن احتمالات فشلها أقوى من فرص نجاحها لأن المعطيات والأوضاع الآن أكثر سوءاً بالنسبة للفلسطينيين مما كانت عليه خلال سنوات المفاوضات السابقة، ولأن إدارة بايدن معنية بإدارة الصراع وليس بحله.

ويبرر أن التفاوض مطلب دولي لا يمكن لمنظمة التحرير أن تدير له الظهر إلى ما لا نهاية، ولأن الفلسطينيين لم يبلوروا نهجاً بديلا متوافق عليه لنهج المفاوضات والتسوية السياسية، ولذلك فإن أفضل ما سيحصل عليه الفلسطينيون إذا ما وظفوا المفاوضات بحنكة هو تعطيل المشاريع الاستيطانية ومنحهم فرصة لتصحيح أوضاعهم الداخلية.

ويشير إلى أن لدى (إسرائيل) استراتيجية للمفاوضات أساسها المماطلة وكسب الوقت، أما عند الجانب الفلسطيني فغابت الاستراتيجية والرؤية وانقسموا حول مبدأ التفاوض، وحول مَن يفاوض؟ وكيف يفاوض؟ وعلى ماذا يتم التفاوض؟ وهدف التفاوض؟ كما كان سوء فهم وتقدير لفلسفة "الحياة مفاوضات".

البث المباشر