قائد الطوفان قائد الطوفان

"عجلة القدس".. مخطط تهويدي على سفوح جبل المكبر

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-مها شهوان

تواصل سلطات الاحتلال استفزاز الفلسطينيين بالمزيد من المشاريع الاستيطانية لتهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها، والسعي لطمس المعالم الإسلامية وتحويلها لمنطقة ترفيهية أكثر كما في مشروعها الأخير الذي تعمل على تنفيذه وهو "عجلة القدس".

اختيار الأماكن التي تنوي (إسرائيل) طمسها وتهويدها في مدينة القدس ليست عشوائية بل مدروسة كما في مخطط عجلة القدس الذي طرحته جمعية "العاد" الاستيطانية التي تقوم على الكثير من المشاريع التهويدية لجذب الزوار اليهود والمسيحيين المتصهينين الذين يعتمدون على الأيدلوجية الدينية.

ويهدف المشروع لإيجاد وسيلة لجلب العلمانيين الإسرائيليين والغربيين، ليجري غسل أدمغتهم والترويج لروايات كاذبة ومزورة عن القدس.

وخصصت جمعية العاد الاستيطانية 10 ملايين شيكل لتنفيذ المشروع وهو على غرار "لندن آي" في بريطانيا، ويأتي تنفيذه على سفوح جبل المكبر لدعم مخطط السياحة الاستيطانية في أكثر من 45 موقعا في القدس المحتلة.

يذكر أن عجلة القدس بنصف ارتفاع "لندن آي"، وهي عجلة سياحية هوائية ضخمة، على شكل دائري، يوجد بها 32 عربة صغيرة متصلة ببعضها البعض، وتتسع لحمل 15 ألف شخص يوميا من المستوطنين والسياح الأجانب.

ويمكن للشخص رؤية معالم البلدة القديمة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومدينة بيت لحم والبحر الميت ومنطقة الأغوار وجبال الأردن وحتى الساحل الفلسطيني.

يقول فخري أبو دياب وهو المختص في شؤون القدس: "اختيار جبل المكبر لإقامة عجلة القدس لم يأت عبثا، وإنما بهدف تزوير التاريخ والحضارة الإسلامية، خاصة لما يتمتع به هذا الجبل من قيمة تاريخية ودينية وأثرية لدى الفلسطينيين والمسلمين".

وتابع: الموقع هو الذي وقف وكبر عليه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما جاء لاستلام مفاتيح القدس من البطريرك صفرونيوس في 15 هجري".

وذكر "للرسالة نت" أن مخطط عجلة القدس مشروع سياحي يمتد على سفوح بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة ارتفاعها 50 متر مسافتها 50- 60 كيلو متر، يخصصها الاحتلال لنقل المستوطنين والسياح في رحلات سياحية فوق المناطق الدينية والأثرية في القدس المحتلة وربطها بالروايات التهويدية.

ولفت أبو دياب إلى أن تزوير الوقائع التاريخية سيتواصل في منطقة جبل المكبر، كونه يعد أكثر المناطق الحيوية في القدس المحتلة، ما يعني خلق ذرائع جديدة لعمليات مصادرة الأراضي وهدم البيوت بهدف إقامة مشروع تهويدي جديد على حساب المعالم الدينية.

وبحسب متابعته فإن المشروع يأتي ضمن سلسلة مخططات يسعى الاحتلال من خلالها للسيطرة على القدس وتهويدها، وترسيخ وعد ترامب باعتبارها عاصمة (إسرائيل)، بالإضافة إلى جلب المزيد من المستوطنين واليهود المتدينين واليمين المسيحي المتصهين إلى القدس، وتحديدا جبل المكبر، عن طريق وسائل ترفيهية وسياحية لغسل أدمغتهم، بالإضافة إلى ربط شرقي المدينة بغربها.

وتطرق أبو دياب إلى أن منطقة جبل المكبر ذات قيمة دينية وتاريخية، حيث يوجد فيها أيضا البئر الشهير باسم "زين الدين"، خادم عمر بن الخطاب، والذي سيطمس كذلك بعد إقامة عجلة القدس، لافتا إلى أن المشروع سيقام شرق القدس وذلك لفرض وقائع تهويدية في المنطقة وتغيير معالمها التي يسعون من خلالها لمسح هوية مدينة القدس.

وأكد أن الاحتلال يريد تجسيد صفقة القرن لتكون القدس طاردة للعرب والمسلمين وتجذب اليهود، لذا يضيق الخناق على سكان المدينة المقدسة.

وختم قوله بأن عجلة القدس ستؤثر على حياة المقدسيين وتضيق حركتهم كونه من المتوقع تنفيذها مطلع العام المقبل مما يتطلب تواجدا أمنيا مكثفا مستمرا في المنطقة لحماية المستوطنين والسياح.

 

البث المباشر