مصطفى الصواف
نحاول الحديث بصراحة ونعبر عن رأينا بشكل قد يراه البعض مختلف عن المعهود أو فيه تجاوز للحدود والسياسات، وبات هناك توجسا مما يكتب أو ينشر لو كان فيه نقدا هنا أو هناك، وباتت الصدور لا تتسع لحسابات سياسية مع هذا الطرف أو ذاك.
لو تحدثنا عن ( القوطة ) وهو الاسم الشعبي المصري ، وهي الطماطم أو البندورة باتت أسعارها غالية في السوق المصرية، وأصبح المواطن المصري الغلبان يعاني معاناة شديدة، للاستشهاد مثلا عن عدم استغلال الأراضي الزراعية أو عن المحاولات الإسرائيلية ضرب البنية التحتية للزراعة المصرية، تجد البعض يقول لك: يا عم ما في داعي للحديث عن مصر، أو انتقاد سياستها، أو مواقفها السياسية من القضية الفلسطينية، وذلك خشية من غضب مصر عملا بالمثل المصري أيضا ( داري على شمعتك تقييد) ، تقييد تعني تبقى مشتعلة.
والحقيقة أننا عندما ننتقد سياسة ما أو موقف ما لا يعني ذلك أننا نكره أصحاب هذه السياسة أو المواقف، وعندما نوجه نقدنا إلى السياسة المصرية، نحن لا نقصد المس بمصر، فمصر أكبر من المس، وفعلها ودورها المنوط بها أكبر مما يتصور البعض، ولكن عندما ننتقد نريد أن نقول أن هذا الموقف خطأ أو هذا التحرك ليس في صالح مشروعنا الفلسطيني الوطني لربما هذا النقد يؤدي إلى مراجعة أو يكشف حقيقة غائبة عن البعض لأسباب متعددة وحسابات خاصة.
الكاتب الصحفي عندما يكتب ليس بالضرورة أن يكون ما يكتبه متفقاً مع سياسة الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية، لأن الرأي حر وهو عادة يعبر عن فكر وسياسة كاتبه وهو من يتحمل المسئولية الكاملة عن ما يكتب، أما الصحيفة فهي صفحات مفتوحة للتعبير عن الرأي، وهي عندما تريد التعبير عن سياستها فهذا أمر يعود إليها وله مكانة المعروف، وهذا يشكل موقفاً للصحيفة يمكن لمن يريد أن يحاسبها على موقفها، ولكن هل يعني أن تنشر الصحيفة أو وسيلة الإعلام فقط من الرأي الذي يتوافق مع سياستها، هذا فيه تضييق لواسع ومحاولة للقمع وتكميم الأفواه، ولكن من حق الصحيفة أن تمنع نشر أي مقال يتناقض كليا مع معتقداتها وسياستها.
أرجو أن تتسع صدورنا وصفحاتنا للرأي والرأي الآخر، وان نتقبل الاختلاف في الرأي وهذه ظاهرة طبيعية ومنطقية وممارسة في الإعلام الحر والموضوعي والذي يمكن له أن يشكل حالة من الحراك الفكري والثقافي وإثراء في الأفكار والآراء، دعونا نختلف ولا تجعلونا نفترق.