قائمة الموقع

في المقبرة اليوسفية.. استيطان على أنقاض قبور شهداء القدس 

2020-12-07T20:18:00+02:00
المقبرة اليوسفية
الرسالة نت-رشا فرحات

شارك عشرات المواطنين في وقفة احتجاجية نظمتها لجنة المقابر الإسلامية في القدس ضد تجريف الاحتلال للمقبرة اليوسفية.

وقد بدأت أعمال الاحتلال وخططه قبل سنوات بإغلاق الدرج المؤدي إلى المقبرة قرب باب الأسباط، وحفر الشارع الواصل من الباب نحو ما يسمى (سوق الجمعة) على محاذاة السور الشمالي وصولا إلى برج اللقلق من الخارج.

إغلاقه في الأشهر التي تلي شهر رمضان بحجة هذه الأعمال التي تدور في المقبرة المحاذية للباب.

ويعتقد مختصون أن هذا التخريب المستمر منذ سنوات في معالم المقبرة يقوم به الاحتلال لصالح مشروع "كيدم يورشاليم" أو ما يسمى التليفريك الاستيطاني الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى السيطرة الكاملة على ما تبقى من أراض وممتلكات في "القدس الشرقية"، وربطها بالقدس الغربية، وإنهاء ما يسمى الخطّ الأخضر الذي يربط بين (إسرائيل) والأردن.

وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، مصطفى أبو زهرة، في تصريح صحفي إنّ هذه المقبرة التاريخية تحوي أضرحة شهداء وأهل علم ودين وشخصيات اعتبارية ودينية.

وتبلغ مساحة المقبرة نحو 4 دونمات، وهي الامتداد الشمالي لمقبرة اليوسفية (مساحتها نحو 25 دونمًا) والتي تعرّضت للعديد من انتهاكات أذرع الاحتلال منذ عام 2016.

وقد منع الاحتلال عام 2014 الدفن في الجزء الشمالي من المقبرة اليوسفية وأزال عشرين قبرا لجنود أردنيين استشهدوا منذ عام 67 في جزئها الشمالي، وأزال كذلك عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول، وهي امتداد للمقبرة اليوسفية بمساحة 4 دونمات على ما تعرف بأرض المظفر.

وباتت المقبرة اليوم مكتظة بعد منع الدفن في شمالها وحصرها في السور والشارع العام في شرقها وجنوبها، أما قسمها الغربي الملاصق للسور فيتعرض اليوم للمصادرة والجرف عند منطقة "سوق الجمعة التي حولها الاحتلال إلى مكب للنفايات وأغلق في سبيل ذلك باب الأسباط.

ويؤكد مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو أن أعمال الحفر لمقبرة اليوسفية هي امتداد لعدد من الخطط الاستيطانية لتنفيذ مشاريع استيطانية كبرى.

وأوضع عمرو أن من أبرز هذه المخططات مشروع 2020 الذي يستهدف ما أسماه الاحتلال بمنطقة الحوض المقدس (كيلومتر واحد حول سور القدس) إلى جانب مخطط "زاموش" الذي يطال السور الشرقي للقدس والمسجد الأقصى، ويهدف بالأساس إلى وقف تمدد مقبرتي باب الرحمة واليوسفية ووقف الدفن فيهما لاستعمال أراضيهما في المشاريع التهويدية.

ويلفت عمرو أن الاحتلال يسعى من حوالي ثمانية أسابيع إلى محاصرة الأقصى في أيام الجمعة واغلاق البلدة القديمة وتفتيش المصلين ومنع أهالي الضفة من الدخول، موضحا أن طريق المقبرة يؤدي إلى الأقصى، وإغلاقه يأتي في هذا السياق.

وينوه عمرو إلى أن إزالة درج مقبرة اليوسفية يخص الأقصى، ويأتي لحصار البلدة القديمة وللتنغيص على المصلين في طريقهم للمسجد الأقصى، قائلا: "لقد كان الاحتلال من القدم يضع قوة عسكرية على هذا الدرج لمنع الوصول الى الأقصى كونه يقرب المسافة للمسجد".

وتقع اليوسفية في المنطقة الشمالية الشرقية للبلدة القديمة وهي المنطقة الأهم في القدس على الإطلاق بالقرب من برج اللقلق بل وتعتبر قلب القدس، وتقاطع طرقها أهم تقاطع في شرق المدينة.

وضم الاحتلال المقبرة إلى مشروع 2020 الاستيطاني والذي يقع ضمنه مشروع شارع السلطان سليمان الذي يبدأ من درج اليوسفية حتى باب العامود وكل ذلك بهدف عرقلة حركة المصلين وضمن مشاريع متداخلة هدفها تهويد المقبرة اليوسفية حسب ما قال عمرو "للرسالة".

اخبار ذات صلة