تهل الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أنصار الحركة في الضفة المحتلة، في ظل حالة القمع المستمرة منذ سنوات، ليبقوا واقفين بين نارين، الاحتلال والاعتقالات المستمرة بالضفة من جهة والتنسيق الأمني للسلطة مع الاحتلال وتبعاته من جهة أخرى.
وفي ظل حالة القمع التي يعيشها أنصار الحركة بالضفة، تبقى كماشة الاحتلال والتنسيق تخنق الجميع، دون مقدرة أحدهم على رفع الراية الخضراء فوق منزله للاحتفال بذكرى الانطلاقة.
وتشهد الضفة منذ سنوات طويلة، حالة من القمع والاعتقالات المستمرة من الاحتلال (الإسرائيلي) وأجهزة السلطة ليبقى أبناء الحركة في معاناة مستمرة.
نُجلد بسوطين!
ويرى القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية ووزير الأسرى الأسبق وصفي قبها أن هناك سياسة واضحة لدى الاحتلال والسلطة في متابعة الاعتقالات اليومية من أجل قطع الحدود على أي محاولات لإعادة بناء التنظيم في الضفة المحتلة.
وقال قبها في حديث لـ "الرسالة نت": "الاستهداف لا يمس أنصار الحركة فقط، فالقيادات أيضا تبقى في الاعتقال الإداري الذي يتجدّد باستمرار لمنع أي تحرك لهم، وبالتالي لا يتعافى التنظيم وقيادته وأنصاره.
وأضاف: "من المخزي أن نرى تنسيقا أمنيا في ظل الاحتلال الذي يستهدف أبناء شعبنا، وبالتالي تتم الملاحقة باستمرار حتى لا يكون للحركة أي دور ولا يتم السماح بأي نشاط حتى ولو كان خيريا".
ولفت إلى أنه لا يمكن لأبناء حركة حماس في الضفة، القيام بـأي نشاط في ظل حالة الكماشة التي يعيشونها من الجهتين، "فإذا كان العمل الخيري ملاحق في المؤسسات والوعظ والارشاد في المساجد أيضا، حتى أن المقاومة الشعبية ممنوعة على أبناء حماس في الضفة، ويتم استدعاء من يمارسها لأن الأجهزة الأمنية تخشى أن يكبر هذا العمل بحيث لا تتمكن من السيطرة عليه".
ويتفق النائب في المجلس التشريعي نايف الرجوب مع سابقه، بأن حملات التضييق والاعتقال مستمرة منذ سنوات ولم يختلف النهج، "وما يحدث هو ارتفاع وانخفاض لوتيرة التضييق وفق سياسات تخص الاحتلال والسلطة".
وقال الرجوب في حديث لـ "الرسالة نت": "يمكنني القول إن كل شريف مستهدف في الضفة، بتكميم الأفواه والاعتقال من الأجهزة الأمنية والاحتلال (الإسرائيلي).
وتحدث في الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقة حركة حماس، عن حملات الملاحقة والاعتقال، مشيرا إلى أن من يتفوه بحرف لا يرضي الاحتلال أو السلطة يكون عرضة للاعتقال والملاحقة.
وأضاف: "ليس أمامنا خيارات للعمل عليها، فكنا سابقا نُجلد بسوط واحد وهو الاحتلال، والآن نُجلد بسوطين، الاحتلال من جهة والتنسيق الأمني من جهة أخرى".
وكانت السلطة قد أعلنت نهاية نوفمبر الماضي، عودة العلاقات مع (إسرائيل) وإعادة التنسيق الأمني مجددا، في وقت شكك سياسيون أنه توقف أصلا.