الفوضى والدماء والقتل في مدينة نابلس نتيجة طبيعية لسياسة التنسيق الأمني، ولاهتزاز الثقة في سياسة السلطة والرئيس عباس، فما يأتي من اخبار الفلتان لا يسر أحدا ونتمنى حقن دماء شعبنا، وأخذ العبر والعظات من هذه الفوضى والانفلات المكبوت الآيل للانفجار، مع ضرورة التحرك السريع قبل توسع دائرة الفلتان والفوضى، فيبدو أن قبضة عباس بدأت بالتراخي فقد آن الأوان لموقف وطني شامل للعلاج والاصلاح يشارك به الجميع لا يمكن أن نبرر الفلتان والزعرنة والبلطجة وبؤر العربدة ضد السلطة، بل نحن معها ومع أي إجراء يمكن ان يتم من خلاله تطويق الأحداث وانهاء حالة الفلتان في الضفة الغربية، وما أعيبه على سلطة رام الله سياستها التي تحارب وتلاحق المقاوم الفلسطيني وتعتقله وتصادر سلاحه، وفي الوقت نفسه تتهاون بملاحقة المخدرات والقتلة والفاسدين والزعران والمجموعات المنفلتة بل تشجعهم على ذلك في بعض الأوقات، مما جعل لهم شوكة أدت للأحداث المتكررة، وللأسف هذا سلوك يبدو متأصل في السلطة لا يمكنها الانفكاك عنه.
لا شماتة في الفوضى فجميعنا جسد واحد وإن اختلفنا، ولتكن وقفة جمعية وطنية جادة، مع التفكير بصوت واعي وطرح سؤال جوهري، ألم يحن الوقت لتتكاتف الجهود لرؤية جديدة نحو تغيير الواقع وفرض الأمن.
ووقف التنسيق الامني الذي يعطي اولوية لمحاربة البندقية الشريفة الثائرة ويتكاسل عن ملاحقة والحد من بندقية الفوضى؟! للعلم الزعرنة والفلتان منهج الآن في نابلس كما كان في غزة قبل الحسم، وللأسف سلطة عباس لن تكون جزءًا من العلاج والإصلاح لأنها بتركيبتها جزء من المشكلة، وعلينا التفكير خارج الصندوق بطرق تحفظ الاستقرار وتقضي على الفلتان.
للأسف حالة الفوضى لا تقتصر على مدينة نابلس، ففي عدة محافظات هناك مجموعات وتكدس للسلاح وأعمال البلطجة والمخدرات والزعرنة بغطاء من شخصيات وازنة في السلطة، ولا شك أن هذه المجموعات المنفلتة يتم استخدامها من قبل السلطة في بعض المواقف، فقد قامت قبل سنوات احدى هذه المجموعات المنفلتة بالاعتداء على طلاب الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح، وقتل الطالب محمد رداد، ولحظتها كان السيد رامي الحمد الله رئيسا لجامعة النجاح الا انه تجاهل دماء رداد، ولم تقم السلطة باي ملاحقة لهذه المجموعات في ذلك الوقت.
لهذا حملة السلطة على الفلتان غير جدية، وتأتي لاختلاف تكتيكي وليس استراتيجي، وإلا أين هذه الحملة من باقي المحافظات؟، ولماذا سمح لقتلة الشهيد رداد بالعبث دون ملاحقة وفي الوقت نفسه يتم قتل واعدام مشتبهين بقتل افراد السلطة.
لمعالجة الفلتان علينا القضاء أولا على سياسة التنسيق الأمني ومنح مساحة للعمل المقاوم، وتقليص نفوذ ضباط الأمن المرتبطين مع الاحتلال، وتوجيه الجهود لترتيب البيت الفلسطيني بمشاركة القوى الفلسطينية الحية.