قائمة الموقع

رغم بداية التلقيح ضد كورونا.. أوروبا تدخل إغلاقا جديدا وطفرة للفيروس تحير العلماء

2020-12-17T09:30:00+02:00
لقاح،-كورونا.jpg
الرسالة نت- وكالات

بين الأمل والخوف تتأرجح القارة الأوروبية وهي المنقسمة بين مشاهد شحن وتوزيع اللقاح من جهة، وأرقام الإصابات والوفيات بفيروس كورونا والتي بلغت مستويات قياسية من جهة أخرى، في بلد مثل ألمانيا، بالتزامن مع عطل أعياد الميلاد وما يعنيه ذلك للأوروبيين من احتفالات وتجمعات عائلية، مما ينذر بارتفاع غير مسبوق في عدد الإصابات.

وعلى مضض وافقت الحكومات الأوروبية على تخفيف إجراءات الإغلاق خلال فترة أعياد الميلاد، لتقديرها أن المواطنين لن يلتزموا بالحجر وستكثر حالات خرق القواعد، ما قد يؤدي لاستنزاف حتى في صفوف رجال الأمن.

ومثل من يسير فوق حقل ألغام، تحاول الحكومات الأوروبية، الموازنة بين السماح للناس باحتفالات محدودة في أعياد الميلاد، وبين إجراءات الإغلاق التي يفرضها التفشي السريع للفيروس، وخروجه عن السيطرة كما يحدث في ألمانيا.

بين الإغلاق والأعياد
قاوم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الكثير من الضغوط الداعية لتشديد إجراءات الإغلاق خلال فترة أعياد الميلاد ما بين 23 و27 من الشهر الجاري، وأعلن أنه لن يكون هناك تغيير كبير في قرار التخفيف من الحجر خلال هذه الفترة، إلا أنه دعا المواطنين للتفكير في كبار السن وتجنب التجمعات الكبرى قدر الإمكان.

قرار جونسون يأتي بعد تحذيرات شديدة اللهجة صدرت عن كل من المجلة الطبية البريطانية ومجلة الخدمات الصحية من أن السماح للناس بالاحتفال والتجمع خلال أعياد الميلاد سيؤدي لارتفاع حاد في عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا.

وتتركز مخاوف الأطقم الطبية على كبار السن، وهم الأكثر هشاشة أمام الفيروس، وحسب توقعات دراسة لجامعة بريستول فإن السماح بالتجمعات خلال أعياد الميلاد قد ينتج عنه موجة ثالثة من كورونا، بارتفاع مؤشر العدوى إلى ما بين 1.9 و2.4.

أما ألمانيا صاحبة البنية الصحية الأقوى في أوروبا، فقد دخلت في إغلاق شامل هو الأضخم في تاريخ البلاد، بعد أن بلغ سقف الوفيات الألف، وهو رقم لم يتم تسجيله حتى في ذروة الموجة الأولى من الوباء، ومن المتوقع أن يستمر هذا الإغلاق لمنتصف الشهر المقبل.

ويكاد تفشي الوباء يتسبب في أزمة بين بلجيكا وهولندا، فالأخيرة تدخل أسبوعها الخامس من الإغلاق، الذي سيتسمر حتى في فترة أعياد الميلاد، مما دفع الكثير من الهولنديين للتوجه إلى بلجيكا من أجل التسوق، الأمر الذي أغضب السلطات البلجيكية التي حذرت على لسان رئيس وزرائها من إمكانية إغلاق الحدود بين البلدين إلى حين انتهاء أعياد الميلاد.

تسريع التلقيح
رضخت هيئة الدواء الأوروبية للضغوط المتزايدة من العديد من دول الاتحاد، للتعجيل باجتماعها لمنح الترخيص للقاح "فايزر-بيونتيك"، لتقرر تقديم هذا اللقاء الحاسم من 29 ديسمبر/كانون الأول إلى 21 من الشهر نفسه، ومباشرة ستنطلق عملية التلقيح في جميع الدول الأوروبية وفي نفس التوقيت، كما أعلنت عن ذلك المفوضية الأوروبية التي ضغطت للتسريع بالعملية، وكتبت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين على تويتر أن "كل يوم يمر هو يوم مهم".

وسيكون الاتحاد آخر المنضمين في الغرب لقائمة الدول المرخصة لهذا اللقاح، بعد الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وهذه الأخيرة أعلنت أنها قامت بتلقيح 138 ألف شخص خلال الأسبوع الأول من إطلاق عملية التلقيح، إضافة لتوسيع أماكن التلقيح لتبلغ 1000 مركز طبي، والهدف هو تلقيح 25 مليون بريطاني من البالغين 50 سنة فما فوق خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

اعلان

وتتجه الأنظار للقاح "أوكسفورد" الذي يعتبر أقل كلفة من "فايزر" وأسهل في عملية التخزين والنقل، وحسب مصادر تحدثت للجزيرة نت، فمن المتوقع أن يحصل اللقاح على الترخيص من الهيئات البريطانية خلال أيام، وأن تبدأ عملية التطعيم قبل نهاية العام، وتمتلك الحكومة البريطانية عقدا مع الشركة المصنعة للقاح للحصول على 100 مليون جرعة.

طفرة جديدة
فاجأ وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الجميع عندما أعلن عن طفرة جديدة من فيروس كورونا، تنتشر بسرعة، في جنوب شرق إنجلترا.

وحسب الدكتورة ميس عيسى المتخصصة في علم الأوبئة في جامعة الملكية في لندن، فإن هذه الطفرة تحمل N501Y”" وهي في المنطقة من البروتين الشوكي وبالتحديد فضاء ربط المستقبلات "receptor binding domain" أو الجزء الذي يرتبط بالمستقبل الموجود على الخلايا البشرية وهو القسم الذي تم استخدامه في تصميم اللقاحات.

وتؤكد الدكتورة ميس في حديثها للجزيرة نت أنه لحد الآن لا يوجد دليل على أن الفيروس أشد خطورة، أي أنه يسبب أعراضا شديدة عند مرضى كورونا، كما أنه لا يوجد دليل حالي أنه يؤثر على فعالية اللقاحات المطورة.

وأشارت الدكتورة في علم الأوبئة أن العلماء حاليا في مختبرات هيئة الصحة العامة البريطانية سيقومون بتجربة هذا الشكل الجديد على الخلايا البشرية في المختبر لمعرفة ما إذا كان الشكل الجديد للفيروس أصبح أكثر انتقالاً.

لكن الدكتورة ميس تطمئن أن نسبة التحولات التي تطرأ على الفيروس المسبب لكورونا تبقى أقل بالمقارنة مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا.

المصدر : الجزيرة

اخبار ذات صلة