لم تكن معارك الفلسطيني واحدة، تبدو مختلفة كطبيعة الجمهور الموجهة له، كطبيعة الرسائل التي تبدو متشابهة. فاللجوء واحد، وفلسطين تكبر في الشتات تمامًا كما تسكن قلوب المبعدين عنها!
أسيل تايه ابنة القدس التي وصلت أستراليا منذ سبع سنوات إلا أنها لم تنس فلسطين، كان الأمر بالنسبة لها كما التحدي حتى حصدت جائزة مؤخرًا بعد عدة مبادرات إنسانية لغزة وأخرى للجوء!
هذا بعض التأثير!
طموح أسيل 33 عامًا هو "تغيير العالم" من خلال مشروع واحد في كل مرة.. "هذا بعض التأثير" كما تؤكد بعد كل حملة تقوم بها وتنشر تفاصيلها عبر حسابها الشخصي على الفيس بوك.
تلك الفلسطينية استطاعت أن تضفي طابعًا إنسانيًا على تجارب الأشخاص الذين نزحوا خاصة حكايا اللجوء التي تشبه قصص الفلسطيني في كل مراحل تغريبته وشتاته الذي عاش، لأنها تمتلك لمسة خاصة في سرد القصص.
حصلت الفنانة أسيل على ماجستير تربية وفنون بفلسطين، واستلمت درجة الماجستير للفنون والتطوير المجتمعي من جامعة ملبورن الاسترالية.
عبر منصتها الافتراضية، تتحدث عن مبادراتها وأنشطتها التي تقوم بها حيث كتبت: "قمت برعاية وإنتاج وتقديم سلسلة من حلقات النقاش الحية عبر الإنترنت التي تضم فنانين محليين ودوليين وقادة ثقافيين خلال أسبوع اللاجئين 2020.
جائزة "أفضل متحدث" كانت من نصيبها، حيث جذبت تلك السلسلة أكثر من 40 ألف مشاهدة، فكانت تذكرتها للمشاركة في الحدث الافتتاحي باسم "TEDx Melbourne PluggedIn" في مدينة ملبورن الأسترالية.
لم تأت تلك الجائزة من فراغ حيث تتمتع أسيل وهي مديرة إبداعية وفنانة، بخبرة واسعة خاصة بعد مشاركتها في الأحداث الدولية البارزة مثل "نحن نريد أن نلعب"!
هدايا ومشاريع
صور لصناديق من الألعاب والهدايا المغلفة، وأخرى من السكاكر والحلويات، جميعها جُهزت لتوزيعها على المتضررين، ولا سيما الأطفال، من عمليات إغلاق الأبراج في ملبورن الأسترالية.
وتقول أسيل: "تم تسليم 1500 كيس من الحلويات والأعمال الفنية اليدوية والألعاب الشرق أوسطية التقليدية إلى جميع سكان الأبراج التسعة، بما في ذلك غير المسلمين لمدة ثلاثة أسابيع".
حصلت ابنة القدس على الدعم بالكثير من الحب والسعادة كما أخبرتنا، كانت الصور التي تلون خلالها وجوه الصغار كفيلة بأن تنقل لنا تلك البهجة التي استطاعت أن ترسمها من مبادرتها الإنسانية، مشيرة إلى أنها ما كانت لتمكن من ذلك دون الدعم من أكثر من 55 مانحًا.
فلسطين حاضرة!
لا فكاك من تعلق الفلسطيني بقضيته وعدالتها حتى وإن غاب عن أرضه لسنوات، فأسيل المقدسية ساهمت في تأسيس أول شبكة مكتبات للألعاب في فلسطين ببصمتها الخاصة، منبهة إلى أن ذلك بمثابة حدث سنوي يعرض مواهب وإنجازات الفتيات اللواتي يعشن تحت الاحتلال.
"طالما راح أضل عايشة راح أضل أقدم لفلسطين" تؤكد ذلك "للرسالة نت" في حديثنا معها عبر مراسلة إلكترونية، موضحة أنها تشعر بالسعادة في كل مرة تجتمع فيها الجالية الفلسطينية في أستراليا خلال فعاليات ومبادرات خاصة كالتي شاركت فيها خلال زيارة منتخب فلسطين الرياضي "الفدائي" فكانت فرصة للم شمل الجالية في ذلك الوقت.
عند وصول الفدائي إلى مدينة ملبورن حيث تقيم أسيل، توجهت إلى المكان لتغطية الفعالية ونشرها وإيصال صوت الفلسطيني لكل بقاع المعمورة.
مظاهرات تضامنية مع الضحايا وعائلات المعتقلين ومطالبات بالحرية جميعها تضمنتها إطارات صور أرسلتها لنا أسيل، تؤكد خلالها على حق الفلسطيني في أرضه وعودته، كما هو حلم أهل الشتات بالعودة إلى تراب الوطن وهو حر.
مشهد أخير ظهرت فيه وهي تتوشح الكوفية وترسم خارطة فلسطين على خد طفل يشارك في إحدى الفعاليات الفنية الداعمة للقضية، كُتبت خلفهما: "الحرية لغزة"!