قائد الطوفان قائد الطوفان

بتصريح من السلطة.. رقص في مقام النبي موسى

بتصريح من السلطة.. رقص في مقام النبي موسى
بتصريح من السلطة.. رقص في مقام النبي موسى

غزة-رشا فرحات

 قبل عام، وفي احتفال شعبي ورسمي أعادت الحكومة الفلسطينية في الضفة فتح مقام النبي موسى بعد أعمال ترميم استغرقت عامين بدعم من الأمم المتحدة.

واليوم بعد عام من افتتاح الموقع الأثري الكبير تسمح وزارة الأوقاف الفلسطينية لمجموعة من الشباب إقامة احتفالهم الخاص في باحات المقام الذي بني ليكون مسجدا منذ عهد الظاهر بيبرس وتقام فيه الصلوات الخمس يوميا.

عماد أبو عواد المختص بقضايا الاستيطان أخبرنا في مكالمة مع "الرسالة" أن مقام النبي موسى موجود في منطقة خالية تسمى صحراء الضفة وبالقرب من أريحا وهو مقام يزيد عمره عن ألف عام ويعد منطقة سياحية دينية والمسؤول عنه وزارة الأوقاف الفلسطينية.

ويضيف: بالأمس جاءت مجموعة من الشباب شكلوا فرقة موسيقية وأقاموا حفلا راقصا ماجنا، ما أثار شبابا من القدس وحينما علموا بالأمر توجهوا فورا إلى مكان المقام وأجبروهم على مغادرته.

ويلفت أبو عواد إلى أن الحفل الذي أقيم في المكان – والذي يتضح أنه رتب له مسبقا-  لا يعد انتهاكا لحرمة المسجد فحسب، بل إن مقام النبي موسى يحوي أيضا مقبرة أثرية ضخمة فيها مئات القبور للشهداء ورجال الدين.

ويشير أبو عواد إلى أغراض (إسرائيل) الاستعمارية من وراء هذا الحفل المثير خاصة أن تلك المنطقة قد سيطرت عليها (إسرائيل) وأعلنتها أراضي دولة عام 82 وتبلغ مساحتها مليونا ومئتي ألف دونم.

ونوه أبو عواد إلى أن السلطة قد استغلت غرف المقام الواسعة لإقامة إصلاحية مسبقا في بعض من أجزائه لأن المقام ضخم ويحتوي مائة غرفة واسعة، لكنها حتى الآن لم تنجح في تسجيله كموقع أثري في منظمة اليونسكو.

ويقول: الموقع يجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وفي كل مرة نذهب إلى هناك نقابل سياحا أتوا بهدف السياحة الدينية في المقام ومن كافة الدول الإسلامية، لافتا إلى أن المنطقة المحيطة بالمقام كلها الآن ما عدا الأرض المبني عليها المقام تعتبر أراضي مستعمرة، ما يسمح بتسلل فرقة لعمل حفل دون علم السلطة.

ولكن المثير للجدل أن الفرقة الموسيقية قالت إنها تحمل تصريحا من وزارة الأوقاف وهو ما أثار حفيظة الناس.

وزيرة السياحة رولا معايعة ردت تعليقا على موجة الغضب على صفحات التواصل أن الاحتفال الذي أقيم في مسجد ومقام النبي موسى لم يكن احتفالا دينيا والمتواجدون هناك أتوا لتصوير مادة لمؤسستهم، مؤكدة أن وزارة السياحة لم تعط اذنا بالدخول ولا التصوير مؤكدة أن المسؤولة عن المقام هي وزارة الأوقاف التي أتاحت الفرصة للدخول إلى المكان.

وتعقيبا على ذلك رد وكيل وزارة الأوقاف، حسام أبو الرب: لم نعط إذنًا ولا تصريحًا ولا موافقة ولا نعلم بما جرى في مقام النبي موسى.

وبالأمس، أعلنت الحكومة الفلسطينية عن لجنة تحقيق من المفترض أن تفسر ما جرى وكيف يمكن أن تقام حفلة راقصة في مقام ومسجد النبي موسى.

ويقع المقام قرب مدينة أريحا، في منطقة صحراوية خالية ممتدة اشتهرت بوجود الأديرة المسيحية، وتذكر المصادر أنه حينما زار الظاهر بيبرس المنطقة أمر بإزالة كل الأديرة لبناء مقام ضخم فوق ما يعتقد أنه قبر النبي موسى، وللتذكير برحلة الإسراء والمعراج ومرور سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- على قبر موسى عليه السلام.

ويمتد المقام فوق مساحة تصل إلى خمسة دونمات، وهو عبارة عن مبنى أثري بديع في قلب الصحراء مكون من ثلاثة طوابق، ويتوسطه مسجد ضخم، بالإضافة إلى غرفة الضريح توجد مائة غرفة بعضها مرمم ومفتوح وبعضها الآخر يحتاج إلى ترميم.

وترتفع مئذنة متوسطة الارتفاع، وبإمكان الصاعد إليها مراقبة المنطقة المحيطة بها؛ حيث يمكن للسائح أن يرى أريحا والبحر الميت وصحراء واسعة ممتدة وجبال شرق الأردن.

البث المباشر