انطلقت فعاليات ملتقى الرواد الاستقصائي الحر الثالث والذي يعقد سنوياً، ضمن مبادرة استقصائيون ضد الفساد الثالث، والذي ينفذه ملتقى إعلاميات الجنوب بالشراكة والتعاون مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" بتمويل من حكومات النرويج وهولندا ولكسمبورغ وبمشاركة متدربين/ات من خريجي الصحافة في المبادرة وتضمن الملتقى مناظرة بين الملتحقين بالبرنامج وصحفيين عاملين في مؤسسات صحفية.
واستهل الملتقى فعاليته بكلمة لوائل بعلوشة المدير الإقليمي لائتلاف النزاهة والشفافية "أمان" في قطاع غزة، تحدث خلالها عن أهمية تعزيز الوعي تجاه مكافحة الفساد من خلال مستويات المساءلة المختلفة.
وأكدّ بعلوشة أن دور الصحافة الاستقصائية يبدأ ولا ينتهي عند الكشف عن شبهات الفساد والدعوة للمحاسبة والتحقيق من قبل الجهات الرسمية في هذه القضايا دون إطلاق أحكام من قبل الصحفي الاستقصائي وترك النطق بالحكم للقضاء الذي يقول كلمته الفاصلة في القضية، وأشار إلى دور الصحافة الاستقصائية في تعزيز معايير النزاهة والشفافية وبيئة الحكم الرشيد.
وبين بعلوشة أنّ الصحافة الاستقصائية التي تنجز بشكل مهني، يناط بها تعزيز معايير المسائلة
ولفت إلى أن الجانب الآخر، يقع على عاتق الصحفي، والذي قد يجهل في بعض الأحيان الثقافة القانونية للعمل الصحفي من جهة، وقوانين النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي من جهة أخرى.
واستضاف الملتقى الصحفيين الاستقصائيين "شيماء مرزوق، أحمد الكومي، يحيى اليعقوبي، محمود هنية" في المقابل لهم صحفيين جدد مشاركين في مدرسة الصحافة الاستقصائية وذلك بهدف الاستفادة وتبادل الخبرة من الصحفيين الاستقصائيين، تبادل ونقل الخبرات ما بين جيلين من الصحفيين الاستقصائيين
وبدأت عملية الحوار بين صحفيين مدرسة الصحافة الاستقصائية والصحفيين الممارسين لمهنة الاستقصاء، من خلال عدة فقرات أولها سؤال وجواب والفقرة الثانية طرح تساؤلات حول "ماذا لو كنت؟" وذلك بعرض الفرضيات الاستقصائية التي تم تطويرها في مدرسة الصحافة الاستقصائية ويتم النقاش لتزداد الاستفادة بشكل أكبر ويتكون لديهم تصور أشمل.
بدورها أكدّت الصحفية الاستقصائية شيماء مرزوق على ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية والقانونية؛ ليتلافى الصحفي أي خلل من شأنه التأثير على مسار وتداعيات التحقيق الاستقصائي، ونصحت مرزوق خريجو الصحافة، بالبحث عن صحافة العمق والعناية بالقضايا التي تحظى على اهتمام فئة كبيرة من الناس.
كما أكدّ الصحفي الكومي، بضرورة التركيز على البعد القانوني والمهني في انجاز التحقيقات، والبحث المعمق في الفرضيات دون أحكام مسبقة، كون هذا النوع من الصحافة قد يمس أشخاص أو مؤسسات متنفذة في المجتمع.
أما الصحفي اليعقوبي فأشار إلى تجربته في البحث المعمق عن التفاصيل المتعلقة بالفرضيات، حتى وإن استغرق ذلك وقتا طويلا من الزمن، وأضاف ينبغي على الصحفي الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجابتها بنعم أو لا، واستخدام أسئلة تكون فيها الإجابات مفتوحة، وأكد اليعقوبي على ضرورة حماية المصدر بصورة كبيرة وعدم تعرض حياة مصدره للخطر، ويجب عرض التحقق على مستشار قانوني للمراجعة القانونية والتأكد منها قانونيا لتلاشي الوقوع في أخطاء.
من ناحيته أكدّ الصحفي هنية ضرورة الاستعانة بالصحفيين والقانونيين والرجوع للمؤسسات ذات العلاقة كأمان، للحصول على تغذية راجعة من الناحية القانونية بعيد الانتهاء من التحقيقات.
وتلاها جلسة خاصة للأستاذة هداية شمعون، تحدثت فيها عن قضايا المعالجة المتعلقة بأزمة كورونا.
وجرى عصف ذهني، حول إمكانية الخروج بأفكار استقصائية حول إدارة الازمات والكوارث والطوارئ في هذه المرحلة.
من جهتها، أكدّت ليلى المدلل مدير ملتقى اعلاميات الجنوب، أنّ الملتقى سيظل رافدًا في مسار التحقيقات الاستقصائية، عبر تنفيذ المشروعات المتعلقة بمحاربة الفساد وتعزيز قنوات المسائلة.
وأوضحت المدلل أن المبادرة تأتي في سياق تشجيع الطلبة الخريجين على الالتحاق بهذا المسار، لتغذية حقل الصحافة الاستقصائية بعاملين جدد يمكنهم مواكبة تجارب زملائهم السابقين.
وفي ختام الملتقى أعلنت المدلل عن الأسماء الفائزة من أعضاء المبادرة لإنجاز تحقيقات استقصائية وهم "محمود الفقعاوي، سامية الأطرش، هبة عزارة، نور أبو حجاج، عبد السلام بصلة.