جميل أن تجد مقاومي ومناضلي ومجاهدي أبناء شعبنا الفلسطيني جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف، كلهم استجابوا لقيادة واحدة، ونفذوا خطة واحدة، وجمعهم موقع واحد وعدوهم واحد.
وجميل أن المناورة اختلطت الألوان فيها بالأحمر والأسود والأخضر حتى شكلوا علم فلسطين بجهدهم وجهادهم، وفي ذلك رسالة بأن المقاومة الفلسطينية تتوحد في ظل حالة التمزق العربي واللهث خلف سراب التطبيع.
وجميل أن المناورة خلت من أي استعراض عسكري داخل مدن ومخيمات قطاع غزة، إنها ارتكزت على المهنية والحرفية في العمل العسكري، واكتفت بأن تجري مجرياتها داخل مواقع المقاومة؛ لأن هدفها تطوير وتحسين قدرات المقاومة، ورفع مستوى التنسيق والتفاهم بين الأجنحة العسكرية، وليس في تفكيرها الاستعراض على أبناء شعبنا، وذلك وفق ثلاث رسائل مهمة، وهي:
1- رفع معنويات الجماهير الفلسطينية، والتأكيد لها بأن مقاومتها تسير في الاتجاه الصحيح، وأنها قادرة على حمايتها.
2- رسالة للجماهير العربية بأن المقاومة الفلسطينية تتوحد في مواجهة العدو الصهيوني، وأنها قادرة على تطوير قدراتها بالرغم من العدوان والحصار الصهيوني في حين أن أنظمتكم تلهث خلف هذا العدو، ولن ينوبها إلا الفشل والخراب.
3- رسالة للعدو الصهيوني بأن المقاومة ترفع من جهوزيتها، وأن محاولات الإفساد بين أبناء شعبنا فشلت أمام وحدة فصائل المقاومة.
وختاما لقد شاهدت اليوم حالة التفاهم والتنسيق بين أجنحة المقاومة في الميدان، وبل الإصرار على التطور واجتياز مرحلة التنافر والتنافس غير المحمود، وهذا يعطينا أملا بأن نرى في المستقبل القريب قيادة واحدة للمقاومة الفلسطينية توصلنا إلى بر الأمان حيث النصر والتحرير.