يعكس إصرار رئيس الولايات الأمريكية المتحدة دونالد ترامب والذي خسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، على اكمال مسيرة التطبيع بين الدول العربية و(إسرائيل) حتى في الـ 20 يوما المتبقية له قبل مغادرته البيت الأبيض.
وكشفت صحيفة (إسرائيلية)، أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، تدفع نحو إعلان اتفاق تطبيع جديد بين (تل أبيب) ودولة عربية أو إسلامية إضافية، بعد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن مصادر أمريكية من معدي اتفاقيات التطبيع، أننا "نعمل بجد لتحقيق اتفاق جديد"، قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في البيت الأبيض.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة ظهرت تلميحات أمريكية و(إسرائيلية)، بإمكانية تطبيع إندونيسيا أو موريتانيا أو سلطنة عمان؛ لأن الدول الثلاث مرتبطة بعلاقات متفاوتة مع (إسرائيل)، وإن لم يكن ذلك رسميا، لافتة إلى أن باكستان رشحت أيضا ضمن الدول المحتملة لاتخاذ قرار التطبيع.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات السرية تحسنت بين (إسرائيل) والسعودية في الأشهر الأخيرة، لدرجة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة "نيوم" السعودية الشهر الماضي.
مشروع صهيوني
ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن إصرار إدارة ترامب على استكمال التطبيع حتى في أيامها الأخيرة، يدلل على أن التطبيع لا يتعلق بشخص إنما بمشروع الحركة الصهيونية الذي يسعى إلى دمج (إسرائيل) في الشرق الأوسط.
ويوضح الدجني في حديثه لـ"الرسالة" أن ما يجري لا يتعلق بشخص ترامب بقدر ما هو تيار عريض يدعم بقاء هذه السياسة حتى وإن رحل ترامب بدفع من اللوبي الصهيوني.
ويبين أن السياسة الأمريكية الجديدة لن تمارس الضغط على الدول لإقامة علاقات بقدر ما ستدفع باتجاه محاولة احياء عملية التسوية والعودة لحل الدولتين وهو ما يتطلب عملية سياسية جديدة.
ويشير إلى أن هناك العديد من الدول العربية تقيم علاقات مع (إسرائيل) ولكن بشكل غير علني وقد يخدم قدوم بايدن استمرار هذه الدول في علاقتها بشكل سري.
محرك أساس
ويؤكد الكاتب والصحفي المغربي علي أنوزلا أنه لا يجب أن يخفى علينا أن المشروع الصهيوني هو المحرّك الأساس لما يحدُث اليوم في المنطقة من مخاض، يحمل في ثناياه بذور تفجيره من الداخل.
ويشير أنوزلا في مقال له بأن التطبيع بات مشروعا عنصريّا توسّعيا استيطانيا يسعى إلى فرض هيمنته على المنطقة وعلى العالم.
ويلفت إلى أنه لا يجب أن نتشاءم من موجة التطبيع العربي اليوم، لأنها تحمل في طياتها الكثير من تناقضاتها التي ستنفجر، طال الأمد أم قصر، في وجه مهندسيها، لأنها لم تأت بإرادة من الشعوب، وإنما فرضت عليها فرضا لتزيد من حدّة الاحتقان الذي لا يمكن التنبؤ بموعد انفجاره الثاني الكبير.