كشف تقرير "إسرائيلي" "جملة من التهديدات التي تواجه إسرائيل في العام الجديد 2021، تم تقديمها إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ضمن التقييم الاستراتيجي السنوي، الذي يصدره معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، ويشير إلى أن إيران قد تتصرف بعدوانية ضد إسرائيل، وقد تغير الإدارة الأمريكية الجديدة خريطة التهديدات، وتوصية لتعميق العلاقات مع أوروبا، والجالية اليهودية في الولايات المتحدة".
وأضاف إيتمار أيخنر في تقريره بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه "ليس من المستبعد أن تواجه إسرائيل تحديًا أمنيًا خارجيًا في العام الجديد، من خلال حساب مفتوح مع إيران، وقد تتصرف بعدوانية ضدها من خلال مبعوثيها، ورغم ردع أعداء إسرائيل عن محاربتها، فقد تؤدي الأحداث الأمنية إلى تصعيد غير مخطط له".
وأوضح رئيس المعهد الجنرال عاموس يادلين أن "أزمة كورونا كشفت نقاط ضعف في إسرائيل: أزمة سياسية عميقة، وشلل حكومي بلا ميزانية، وعملية صنع القرار تمر بمراحل تخريبية، وتسفر عن تعميق الفجوات بين فئات المجتمع الإسرائيلي، ولأول مرة منذ بدأ معهد دراسات الأمن القومي بنشر مقياس التهديدات السنوي الخاص به، يظهر التحدي الداخلي كأحد التهديدات الرئيسية الثلاثة التي تهدد مرونة إسرائيل وأمنها القومي".
وأشار إلى أنه "رغم هذا التحدي الداخلي، فلا ينبغي لإسرائيل أن تخطئ في توهم أن تحدياتها الخارجية قد اختفت، رغم أن لديها ردعا ضد أعدائها، لكن الجبهات التي تواجهها متفجرة: سوريا ولبنان وقطاع غزة، وفي هذه الثلاثة، ورغم الردع المتبادل بين أطرافها، لكن هناك فرصة للتصعيد والمواجهة والحرب الشاملة، وربما تندلع في أكثر من جبهة في وقت واحد، بما في ذلك مع إيران".
وأكد أن "إسرائيل تعيش في بيئة تشهد حالة من عدم الاستقرار، وصعوبة السيطرة على التطورات، لذلك فإن فرص التدهور تتطلب درجة عالية من الاستعداد، والأهم أن القضية الفلسطينية لم تختف أيضًا، كما أن إضعاف السلطة الفلسطينية، ونفوذها، في ظل إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والدول العربية قد يحثها على العودة للمواجهة".
وأوضح أن "المعهد أدرج عددا من التهديدات الرئيسية وفق ترتيب خطورتها، وعلى رأسها حرب الشمال الأولى ضد إيران وميليشياتها وحزب الله والنظام السوري، وهجمات غرب العراق، وهو أخطر تهديد عسكري، ويوصى بتوفير جاهزية الجيش وقوات الأمن، مع أن الصراع ضد البرنامج النووي الإيراني يشمل فرصة منخفضة لسيناريوهات متطرفة لهجوم بالقنابل، لكنه الاحتمال الأكثر خطورة باعتباره احتمالًا لتهديد وجودي لإسرائيل".
وأوضح أن "لبنان يعيش في أزمة اقتصادية وسياسية وصحية، وهي من أسوأ الأزمات التي عرفها، وتؤثر على حزب الله، لكنها لا توقف تمسكه بمساعدة إيران، مما يتطلب من الحكومة الإسرائيلية الاستعداد لحرب متعددة المجالات، مع الحذر من إلحاق أضرار جسيمة بالجبهة الداخلية المدنية، وفي الوقت نفسه، البدء بجهد سياسي وأمني لمنع الحرب، واستنفاد البدائل الأخرى للنهوض بأهداف إسرائيل في الساحة الشمالية".
وانتقل التقرير للحديث عن مواجهة المنظمات المسلحة في قطاع غزة، ويوصي "بوقف إطلاق النار مع حماس، وحل قضية الإسرائيليين المحتجزين لديها، مقابل تحسين أوضاع الفلسطينيين، وبنيتهم التحتية، في محاولة للحد من الحشد العسكري".
وتحدث عن أن "البيئة الإقليمية، وما عرفته من مسيرة التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان، تسير في اتجاه استراتيجي له تأثير إيجابي على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويوصي بالتعاون مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، ومحاولة تحسين العلاقات مع تركيا".
وتوقع التقرير أنه "في ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فمن المتوقع أن تظهر الإدارة الأمريكية الجديدة دعمًا أقل لمواقف إسرائيل مقارنة بإدارة ترامب، ومن المتوقع أن تقنعها الدول الأوروبية باستئناف العملية السياسية، فمصلحة إسرائيل في وجود سلطة فلسطينية قوية، وغير معادية، لذلك من الصواب اتباع نهج داعم يهدف لتقويتها باعتباره العنوان الشرعي الوحيد لتسوية مستقبلية، ووضع هدف سياسي لـ "الترتيبات الانتقالية"".
وأوصى المعهد "بتطوير العلاقات الإسرائيلية مع الصين بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتحسين إدارة المخاطر؛ والحفاظ على قنوات التنسيق مع روسيا؛ وتعزيز العلاقات مع الجاليات اليهودية حول العالم".
عربي21