أعرب كبير المسؤولين الطبيين في شركة موديرنا، المصنعة لأحد اللقاحات، تال زاكس، عن تفاؤله بفعالية اللقاح في مواجهة السلالة الجديدة.
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن الشركة قولها: "أولاً، اللقاح يتألف من عشرات الأجسام المضادة لا من نوع واحد، فضلاً عن اعتمادنا على المعلوماتية الحيوية في صناعة الحمض النووي الوراثي، وهذا يعني أنّه سيثبت فعاليته على السلالتين الجنوب أفريقية والبريطانية".
بدورها، أوضحت شركة "فايزر" أنّ "لقاحها يعتمد على بروتين سبايك، الذي يحتوى على حوالي 1275 حمضاً أمينياً، في وقت لا تشكل فيه السلالات الجديدة عشرة منها"، مشددة على أنّ "اللقاح يشمل الحمض الأميني رقم 501، الموجود في السلالة البريطانية والأفريقية".
تأكيد الشركتان يأتي بعد مخاوف جدية من عدم نجاعة اللقاحات مع السلالة الجديدة لفيروس كورونا وخصوصا سلالة "جنوب أفريقيا".
وكشفت بيانات مبكرة أن الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا قد لا تعمل بشكل جيد ضد السلالة الجديدة التي حددت في جنوب أفريقيا.
ولاحظ الخبراء أن السلالة قد تراكم عددا كبيرا من الطفرات في البروتين الشائك، وهو هيكل مدبب يلتصق بسطح الفيروس ويلتصق بالخلايا البشرية لإحداث العدوى.
وحذرت وزارة الصحة الإسرائيلية أمام نواب الكنيست من أنّ "السلالة الجنوب أفريقية مثيرة للقلق، فهي تسبب أعراضا شديدة حتى عند الشباب".
واستشهدت القائمة بأعمال رئيس قسم الصحة العامة بوزارة الصحة، شارون ألروي بريس، بدراسة أولية "مثيرة للقلق" تشير إلى أن التطعيم يوفر حماية أقل ضد المتغير الجنوب أفريقي، لكنها شددت على أنه لم يكن من الواضح تأثير اللقاحات على السلالة الجديدة.
وأضافت بريس خلال حديثها للمشرعين: "نحن نتعامل مع متغيرات سريعة، يمكن أن تعرض فعالية اللقاح للخطر"، على الرغم من تصريحات المسؤولين في شركات اللقاحات بأن منتجاتهم فعالة ضد السلالات الجديدة المكتشفة في بريطانيا وجنوب أفريقيا.
ما هي السلالة الجديدة؟
تتحور بالعادة كل الفيروسات، بما في ذلك الفيروس المسبب لـ"كوفيد-19". وتحدث هذه التغييرات الجينية الصغيرة عندما يصنع الفيروس نسخاً جديدة من نفسه لينتشر وينمو.
وقد تجعل بعض هذه التغييرات الفيروس أكثر عداءً، ما يهدد حياة البشر.
وتوجد الآن عدة آلاف من المتغيرات المختلفة للفيروس الوبائي المنتشر. لكن مخاوف الخبراء تركز على عدد صغير منها. وإحدى السلالات الناتجة عن تغيرات الفيروسات هي السلالة الجنوب أفريقية المسماة "501.في 2".
واختبر العلماء لقاح فايزر الأمريكي ضد إحدى الطفرات الموجودة في السلالة الجنوب أفريقية، المسمى "إن 501 واي"، باستخدام عينات دم من 20 شخصاً. في تلك الدراسة الأولية، بدا أن التلقيح يعمل ضد الفيروس المتحور.
وقال الدكتور سايمون كلارك، الخبير في علم الخلايا في جامعة "ريدينغ" إن "البديل الجنوب أفريقي يحتوي على عدد من الطفرات الإضافية بما في ذلك التغيرات في بروتين (سبايك)، الأمر الذي يدعو للقلق".
وبروتين "سبايك" هو ما يستخدمه فيروس كورونا للدخول إلى الخلايا البشرية. إنه أيضاً الجزء الذي تم تصميم اللقاحات حوله، وهذا هو سبب قلق الخبراء بشأن هذه الطفرات الخاصة، وفق صحيفة الشرق الأوسط.