أعلنت شركة نوفافاكس (Novavax) الطبية الأميركية أن لقاحها فعال ضد فيروس كورونا كوفيد-19 بنسبة تزيد على 89%، ومن جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من تخفيف التدابير الصحية في أوروبا بعد انتشار السلالات المتحورة من الفيروس.
فقد أعلنت هذه الشركة، في بيان أمس الخميس، أن لقاحها المضاد لكوفيد-19 أظهر فعالية بنسبة 89.3% خلال المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وقال المدير التنفيذي ستانلي إرك "يمكن (للقاح) أن يلعب دورا مهما في حل أزمة الصحة العامة العالمية الحالية" لكن النتائج أظهرت أنه أقل فعالية بكثير ضد نسخة كوفيد-19 المتحورة التي رصدت أول مرة في جنوب أفريقيا وتنتشر سريعا حول العالم.
وأشار البيان إلى أن نوفافاكس ستباشر على الفور في تطوير لقاح جديد يستهدف هذه النسخة المتحورة.
وشملت التجارب السريرية -التي أجريت في المملكة المتحدة- 15 ألف شخص تراوحت أعمارهم بين 18 و84 عاما، 27% منهم فوق عمر 65.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس أن من المبكر جدا تخفيف التدابير الصحية بأوروبا، رغم تراجع عدد الإصابات في عدد كبير من الدول.
ودعا هانس كلوغه المدير الإقليمي للمنظمة بأوروبا لتجنب التخلي على نحو مفاجئ عن التدابير المفروضة للحد من تفشي الوباء، وعدم تخفيف مستوى اليقظة، خصوصا بعد ظهور نسخ متحررة جديدة من الفيروس معدية أكثر من الفيروس الأصلي. وقال إن الفتح والإغلاق، والعزل ثم الفتح بسرعة، إستراتيجية سيئة، ودعا لاتخاذ التدابير بشكل تدريجي.
وأوصت اللجنة الألمانية للتلقيح بعدم تطعيم من تتجاوز أعمارهم 65 عاما بلقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca) مما أثار خشية في خضم زيادة تفشي كوفيد-19 في أوروبا ورصد الولايات المتحدة أول إصابات على أراضيها بنسخة الفيروس المتحورة الجنوب أفريقية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا تكف النسخ المتحوّرة الجديدة من الفيروس عن الانتشار، فالنسخة البريطانية أصبحت منتشرة في 70 دولة في حين رصدت النسخة الجنوب أفريقية في 31 دولة.
وتعلق الآمال على اللقاحات، لكن توجد تساؤلات حول فعاليتها ضد نسخ كوفيد-19 المتحورة، ويشتبه العلماء في أن النسخ البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية أكثر عدوى.
وأكد مختبرا "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) الخميس أن لقاحهما يحافظ على فعاليته ضد النسختين البريطانية والجنوب أفريقية.
من ناحيتها، أعلنت شركة "مودرنا" (Moderna) أن لقاحها فعال ضد النسخة البريطانية، لكنه أقل فعالية ضد النسخة الجنوب أفريقية.
أما لقاح أسترازينيكا، فقد صدرت توصية من الخبراء الألمان بشأنه قبيل إعلان وكالة الأدوية الأوروبية قرارها الجمعة حول ترخيص استعماله في دول الاتحاد.
وقالت اللجنة الألمانية للتطعيم، في وثيقة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، إنه نظرا إلى عدم وجود دليل على فعاليته لكبار السن "يوصى حاليا باستعمال لقاح أسترازينيكا كوفيد-19 فقط لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما".
وأضافت اللجنة أن "المعطيات المتوفرة حاليا غير كافية لتقييم فعالية اللقاح لمن يتجاوز سنهم 65 عاما".
وردت أسترازينيكا على لسان المتحدث باسمها الذي أكد أن "أحدث التحاليل تؤكد فعالية اللقاح لدى مجموعة تتجاوز 65 عاما".
وينتظر وصول لقاح أسترازينيكا إلى الاتحاد الأوروبي لتسريع حملات التطعيم عبر ضخ ملايين الجرعات الإضافية لجرعات لقاحي فايزر-بيونتك ومودرنا المستعملين في القارة.
وتشكو الدول الأوروبية بطء إنتاج اللقاحات التي طُوّرت في وقت قياسي. ومع ذلك، أرسلت 70% من الجرعات المنتجة حاليا إلى الدول الغنية (أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج العربي).
في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا من الفيروس، اكتُشِفت أول حالتي إصابة بالنسخة المتحورة الجنوب أفريقية، في كارولينا الجنوبية. ولم تثبت سلطات هذه الولاية الواقعة جنوب البلاد أي صلة بين المصابين، ولم تحدد أي رحلة سفر مؤخرا يحتمل أن تكون قد تسببت فيهما.
وتدرس بعض البلدان تشديد القيود، مثل ألمانيا التي تعتزم فرض تخفيض كبير في الحركة الجوية مع المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا والبرتغال، وهي الدول التي تعتبرها الأكثر تضررا من النسخ المتحورة.
وفي البرتغال حيث يولد الفيروس ضغطا "هائلا" على المستشفيات، سجل رقم قياسيا جديد للوفيات الخميس بلغ 303 وفيات إضافية خلال 24 ساعة. وحظرت لشبونة التنقل غير الضروري إلى الخارج.
وفي المملكة المتحدة، أول دولة أوروبية تتجاوز عتبة 100 ألف وفاة، لا يزال الضغط على النظام الصحي قويا.
وقررت السلطات غلق الحدود أمام الوافدين من الإمارات الجمعة إضافة إلى بوروندي ورواندا، لمنع وصول النسخة المتحورة الجنوب أفريقية.
ولا يشمل القرار المواطنين البريطانيين والإيرلنديين، وكذلك المقيمين بالمملكة المتحدة، الذين يلزمون بالحجر لـمدة أيام إثر عودتهم للبلاد، وفق ما أوضح وزير النقل غرانت تشابس على تويتر.
وفي فرنسا، سيتخذ البرلمان قرارا الأسبوع المقبل بشأن القيود الجديدة التي قد يكشف عنها الرئيس إيمانويل ماكرون نهاية هذا الأسبوع أو الاثنين.
دراسة أصل الفيروس
حذرت الصين من محاولة "تسييس" الدراسة التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية حول أصول فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية.
جاء ذلك بالتزامن مع بدء فريق تابع للمنظمة إجراء دراسة ميدانية في بؤرة تفشي الفيروس بشأن أصل الجائحة، وكيفية بدايتها بشكل دقيق أمس.
وقد صرحت المتحدثة الجديدة باسم البيت الأبيض جين بساكي بأن بلادها تريد إجراء تحقيق دولي "قوي وواضح" في أصول جائحة كورونا في الصين.
وقد غادر أمس وفد منظمة الصحة (المكون من 13 شخصا) فندق الحجر الصحي، الذي مكثوا فيه 14 يوما، بعد وصولهم للصين، لإجراء دراسة حول نشأة الفيروس.
ومن بين الأماكن المتوقع زيارتها سوق هوانان للمأكولات البحرية، الذي ارتبط بالعديد من الحالات الأولى، بالإضافة إلى معاهد البحوث والمستشفيات التي عالجت المصابين في ذروة تفشي الفيروس.
من جانب آخر، حذر كيجي فوكودا المسؤول السابق بمنظمة الصحة من أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل التوصل إلى أي استنتاجات مؤكدة بشأن أصل الفيروس.
وقال فوكودا (وهو ليس جزءا من الفريق) لوكالة أسوشيتد برس: مضى أكثر من عام عندما بدأ كل شيء، والكثير من الأدلة المادية ستزول.
وأضاف أن ذاكرة الناس غير دقيقة وربما سيكون التخطيط المادي للعديد من الأماكن مختلفا عما كان عليه، وكيفية تنقل الناس، وما إلى ذلك.
وحتى صباح الجمعة، بلغ عدد مصابي كورونا بالعالم 102 مليون و41 ألفا، توفي منهم أكثر من مليونين و200 ألف، وتعافى ما يزيد على 73 مليونا و800 ألف، وفق موقع "ورلدميتر" (worldometers).
المصدر : وكالات