تواصل المملكة العربية السعودية احتجاز ممثل حركة حماس في المملكة د. محمد الخضري منذ قرابة العام، فيما تعقد المحكمة الجزائية المتخصصة جلسة محاكمة جديدة له ولنجله هاني المحاضر السابق بجامعة أم القرى.
يذكر أن السلطات السعودية بدأت في 8 مارس 2020، بمحاكمة عشرات الفلسطينيين (بعضهم من حملة الجوازات الأردنية) من المقيمين داخل أراضيها، بدعوى دعم المقاومة الفلسطينية.
وكانت النيابة العامة في المملكة وجهت للمعتقلين تهما تتراوح بين "الانتماء لكيان إرهابي"، و"دعم أنشطته ماليًّا"، وعلى رأس المعتقلين شخصيات فلسطينية رمزية منها محمد الخضري الذي يتولى موقع ممثل "حماس" بصفة سياسية لدى السعودية منذ عام 1992، وفق اتفاق ثنائي مع سلطات المملكة.
وعلى وقع المصالحة الخليجية التي طوت صفحة الخلاف بين دول الخليج والتي بدأت في يونيو 2017، ومباركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لها، فإن السؤال المطروح الآن حول مصير المعتقلين السياسيين وأبرزهم ممثل الحركة في المملكة د. الخضري.
وكان هنية قد بعث برسالة إلى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، يبارك له فيها إنجاز القمة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مدينة العُلا بالمملكة.
محاكمة باطلة
واستنكر القيادي في حركة حماس يحيى موسى استمرار احتجاز المملكة لممثل الحركة ووصف جلسة المحاكمة الثانية له بأنها محاكمة باطلة وغير مقبولة في أي حال من الأحوال.
ويؤكد موسى في حديثه لـ"الرسالة نت" أن المنطقة العربية تعيش حالة سيولة وانهيار، لذلك تبدلت تحالفات كبيرة وحدثت انقلابات تحت سطوة الهيمنة الامريكية والاستكبار الصهيوني.
ويوضح أن ذلك انعكس على العلاقة مع فلسطين كقضية وتاريخ وهوية وتسببت بضرر للشعب الفلسطيني، مضيفا "نحن نتحدث عن أوضاع شاذة وليست طبيعية وبدلا من أن يكون احتضان وحالة الشعور بالشرف والفخر لمن ينتمي لحركة حماس يتم تنفيذ أجندات أمريكية وإسرائيلية ضد الحركة لتجفيف منابعها".
ويبين أن الذين يحاكمون بعض منهم يحمل الجنسية السعودية والأخرون يعملون كممثلين دبلوماسيين رسميين لدى المملكة.
ويستبعد موسى أن تدفع المصالحة الخليجية باتجاه الافراج عن المعتقلين، مرجعا ذلك إلى أن المصالحة جاءت برعاية أمريكية في المقام الأول وكان كوشنير هو راعيها.
دفعة ايجابية
وعلى عكس سابقه فإن الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني يرجح أن تُعطي المصالحة الخليجية دفعة إيجابية، مؤكدا أن هذه المصالحة ورسالة هنية لسلمان ستصبان في اتجاه ترميم العلاقة بين المملكة وحركة حماس.
ويضيف الدجني في حديثه لـ"الرسالة نت" أن رسالة هنية قد تحدث اختراقات إيجابية في هذا الملف بشكل خاص وملف العلاقة السعودية وحركة حماس بشكل عام خاصة أن هذه المحاكمة تتعلق بالحالة السياسية والمزاج السياسي والعلاقة الثنائية بين الطرفين.
وعن عقد الجلسة الثانية من المحاكمة للخضري، يبين الدجني أن هذه المحاكمة قد تستمر ولكن في إطار الانفراج وليس التصعيد نظرا لدور المملكة ومكانتها في المنطقة ودورها السياسي وهو ما يتطلب منها انفتاحا في علاقتها مع كل الأطراف الفلسطينية نظرا لحضورها في القضية.
يشار إلى أن "حماس" خاطبت السعودية عدة مرات، وأدخلت وسطاء للإفراج عن المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين، والذين أضافت الرياض لملفهم بعض السعوديين.