قائد الطوفان قائد الطوفان

فقدان حاسة الشم من أكثر أعراض "كورونا" بروزا

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

لندن- الرسالة نت

قالت طبيبة الطوارئ والمحللة الطبية في CNN، لينا وين، في تقرير عرضته الشبكة الأمريكية؛ إن فقدان حاسة الشم أو التذوق من أكثر المؤشرات تحديدا لكوفيد-19، ولا سيما المؤشرات المبكرة.

وأضافت "وين" أنه حتى بدون ظهور أي أعراض أخرى، بما في ذلك الاحتقان، يفيد مرضى كوفيد-19 بأنهم لا يستطيعون الشم أو التذوق.

وأوضحت وين أنه بينما يستعيد معظم الأشخاص حاسة الشم أو التذوق في غضون أيام إلى أسابيع، "لا يزال هناك الكثير ممن لم يستعيدوا حاسة الشم بعد شهور"، ولا يزال الأشخاص بحاجة إلى تناول الطعام بالطبع، ونتيجة لذلك يقومون بتعديل وجباتهم.

وتحاول كايا شيشاير، التي قالت إنها لا تزال تفتقد 90% من حاسة الشم لديها منذ إصابتها بحالة خفيفة من "كوفيد-19" في تموز/يوليو العام  الماضي، إعادة تدريب حاسة الشم لديها، إلى جانب إضافة المزيد من الأعشاب والتوابل أكثر من المعتاد لطعامها.

وتقول شيشاير، البالغة من العمر 28 عاما وتعيش في لندن، التي تشتاق لحاسة الشم لديها؛ إن إضافة الليمون أو القرنفل وتلك المكونات العطرية تعزز روائح الأطعمة وتجعلها تشعر وكأنها لا تفتقد الكثير، على الرغم من أنها تدرك أنها كذلك.

بناء على اقتراح طبيبها، بدأت شيشاير مؤخرا "التدريب على شم الروائح" باستخدام عناصر مثل الورد، والليمون، والقرنفل، والثوم ونبات الأوكاليبتوس، ذات الروائح القوية لإعادة تدريب دماغها على تذكر الروائح والتعرف عليها.

وأوضحت بيكر أن إعادة تدريب الدماغ على رائحة الأشياء حتى يتذكرها يعد أمرا غامضا بعض الشيء، إلا أن استخدام الذاكرة لإعادة تدريب الخلايا العصبية يمكن أن يعمل في كلا الاتجاهين؛ إذ يمكن أن تساعدك الذاكرة على شم الروائح، ويمكن أن تساعدك الروائح على تذكرها".

ونصحت بيكر باستخدام المكونات المتوفرة، مثل المكونات العطرية، لتلائم تلك الروائح بذاكرة حاسة الشم لديك.

بعد أيام قليلة من إصابتها بفيروس كورونا في منتصف كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، أدركت ألثيا مولاركي، 53 عاما، فجأة أنها لم تعد قادرة على شم رائحة الغردينيا القوية في منظف الشعر الخاص بها.

وجابت مولاركي، أرجاء المنزل واستنشقت كل ما يمكن أن تجده، وأدركت أن حاسة الشم لديها قد اختفت.

وقالت مولاركي، التي تصف نفسها بـ"عاشقة الطعام"، والتي تعيش في وادي هدسون في نيويورك؛إنها لم تعد تحب طعم البيض؛ لأنها لا تستطيع تذوقه.

وأوضحت مولاركي: "يمكنني تذوق الملح، والفلفل، والليمون وأفضل القوام المقرمش"، ومع ذلك، لا تستطيع تذوق أي طبقات من النكهات التي كانت تحب تجربتها في المطبخ.

وأشارت الدكتورة مارتا بيكر، اختصاصية طب الأنف والأذن والحنجرة في مجموعة "BergerHenry ENT Specialty Group" ومقرها فيلادلفيا، وهي جزء من فريق يقوم بتطوير تطبيق لمرضى "كوفيد-19" على المدى الطويل لتتبع أعراضهم، إلى أن هناك تفسيرا بسيطا لذلك.

ولفتت بيكر إلى أن الإحساس باستطعام طعامنا، مثل الفلفل الحار والنعناع، يأتي من تجارب نمر بها مع أجهزة الاستشعار الساخنة والباردة داخل الفم، مضيفة أنه يمكنك الحصول على طعم الحموضة، والحرارة، وحتى الملوحة، ولكن ليس طعم طبقات الأطعمة مثل الكزبرة".

وأوضحت بيكر أن معظم إحساسنا بما نعتقد أنه طعم ليس طعما على الإطلاق، قائلة إن جميع المكونات المثيرة للاهتمام، التي نستخدمها للتعرف على مذاق الأطعمة، مثل الجبن والفواكه والشوكولاتة والقهوة، لا نتعرف عليها عن طريق الفم، بل الأنف.

وقالت بيكر: "لا نعتقد أنه من الشائع للغاية أن يفقد الناس فعليا حاسة التذوق (بسبب "كوفيد-19"). وإذا تعمقت في الأمر، فستجد أن وظيفة حاسة الشم في الأنف لا تعمل".

وقد يفسر ذلك لماذا أصبح القوام، واللون، وحتى الطقوس المتعلقة بالطهي أكثر أهمية لبعض الناس في الوقت الحالي.

وقال أليكس ييتس، البالغ من العمر 42 عاما، ويعمل طبيب الطوارئ: "أصبح الطعام أكثر أهمية بالنسبة لي"، ويتناول مع زوجته سمك السلمون عدة مرات في الأسبوع؛ لأنه يحتوي على جسم أكثر امتلاء، وطعم فم أفضل من المذاق الجاف للسمك الأبيض المتقشر.

وقالت مولاركي؛ إنها شمت رائحة دخان كثيف ورماد، وهي غير موجودة بالفعل في البيئة المحيطة بها، وكادت تجعلها تتقيأ.

وفقا لبيكر، هذه تعد أخبار واعدة، إذ إن مرضاها لاحظوا ظهور تلك الروائح الوهمية مثل رائحة القمامة، أو الدخان، أو شيء فاسد أو احتراق المطاط".

وعلى الرغم من أنه أمر مقزز، أشارت بيكر إلى أنه عادة ما يعد علامة جيدة على أن وضع حاسة الشم يحاول استعادة قدرته عندما يحدث التعافي

وفي حين أنه لا يزال غير معروف لماذا يفقد الناس حاسة الشم بسبب "كوفيد-19"، قالت وين: "يُعتقد أن فيروس كورونا لا يؤثر على الخلايا العصبية التي تتحكم في الرائحة، بل على الخلايا من حولها".

ويعد ذلك أيضا خبرا جيدا للتعافي؛ لأن الخلايا الداعمة تتجدد بشكل أسهل من الخلايا العصبية.

وأضافت وين: "عندما تنمو الخلايا مرة أخرى، قد يستغرق الأمر بعض الوقت وإعادة التدريب للعودة إلى طبيعتها".

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من منوعات

البث المباشر