كعادته لفرض هيمنته على المقدسات الإسلامية في الاراض المحتلة، يعرقل الاحتلال الإسرائيلي أي عمل للحفاظ عليها، كما حدث مؤخرا حين هدد عمال الترميم الفلسطينيين بالاعتقال حال وصولهم للمسجد الأقصى والحرم الابراهيمي.
صباح اليوم منع جنود الاحتلال العمال من استكمال عملهم في ترميم الرخام والدعامات الداخلية في مسجد قبة الصخرة والمصلى المرواني في ساحات الحرم القدسي الشريف، ومنذ الخميس الماضي يعترض الجنود طريق عمال صيانة الحرم الابراهيمي في الخليل.
ليست المرة الأولى التي يمنع الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من اعمال صيانة الأماكن المقدسة، والقول لحفظي أبو سنينة مدير الحرم الإبراهيمي، ويضيف: كما هو معروف فإن لجنة اعمار الخليل مسئولة عن ترميم الحرم تحت اشراف وزارة الأوقاف وذلك منذ 20 عاما.
وأوضح أبو سنينة "للرسالة نت" أنه في كل مرة تحدث عملية ترميم للحرم الابراهيمي ينغص جنود الاحتلال على العمال الذين يحاولون الوصول إلى عملهم منذ أيام لكن لم يتمكنوا حتى اللحظة، مشيرا إلى أن هدف الاحتلال من ذلك هو فرض الهيمنة على الأماكن المقدسة وعدم السماح بتنفيذ شيء إلا بإذنهم.
وعن أعمال الترميم التي يقوم بها العمال داخل الحرم الإبراهيمي، أشار إلى أنها عبارة عن تأهيل لسطح الحرم وتزفيته، وكذلك ترميم كحلة الحجر الموجودة في جدرانه الداخلية والخارجية، عدا عن ترميم الآيات القرآنية المحفورة على الجدران، وأيضا ترميم الأبواب ومتوضأ النساء والرجال.
وأكد أبو سنينة إلى أنهم يوثقون كل اعتداء صارخ على الحرم الابراهيمي، بالإضافة إلى مخاطبتهم للجهات المسئولة من أجل التدخل وحل إشكالية اعادة الاعمار دون إعاقة جنود الاحتلال لعمال الترميم.
أما بالنسبة لما جرى في المسجد الأقصى، ذكر بسام الحلاق مدير لجنة الإعمار في الأقصى أن شرطة الاحتلال اقتحمت مصلى قبة الصخرة، ومنعت العاملين من استكمال أعمال الترميم، وهددتهم بالإبعاد وبالاعتقال في حال الاستمرار بالعمل.
كما تمنع سلطات الاحتلال إدخال الأدوات اللازمة لإصلاح إنارة قبة الصخرة، كما منعت منذ فترة مشروعا أردنيا للإنارة الخارجية للقبة.
يذكر أن المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد اعتمد في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2017 قرار "فلسطين المحتلة"، الذي نص على وجوب التزام (إسرائيل) بصون سلامة المسجد الأقصى وأصالته وتراثه الثقافي وفقا للوضع التاريخي الذي كان قائما باعتباره موقعا إسلاميا مقدسا مخصصا للعبادة.
بدورها استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اقتحام شرطة الاحتلال قبة الصخرة المشرفة، ومنع أعمال الترميم التي تقوم بها لجنة إعمار المسجد الأقصى داخلها.
وفي بيان صحفي نقلته "الرسالة" قال حسام أبو الرب وكيل الوزارة، إن الاحتلال يهدف الى الاستيلاء على "الأقصى"، ومنع الجهات المختصة وصاحبة الحق من العمل، مضيفا أن الاستمرار بهذه الجرائم بدعم من المستوى السياسي الإسرائيلي بشكل علني، يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته، والتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات.
وبين أبو الرب أن الاحتلال كثف خلال العام الماضي من اعتداءاته بحق المسجد الأقصى، ومنع لجنة الإعمار من القيام بواجباتها، ومارس أبشع أنواع القهر ضد سدنته وحراسه، وموظفي الأوقاف الإسلامية وبحق المصلين، مستغلا جائحة "كورونا"؛ لمنع المصلين من الوصول اليه، والسماح للمستوطنين باقتحامه.