يُنبش اسمه في كل مرة تتحدث فيها حركة فتح عن العملية الانتخابية الشاملة، يُطرح على أروقة النقاش ويصبح حديث البيت الفتحاوي، مروان البرغوثي، الأسير القيادي المحكوم بـ5 مؤبدات في سجون الاحتلال، يبدو الاسم الأكثر قدرة على جلب الحشد الشعبي لحركة فتح ولفريق الرئاسة تحديدا.
يغيب الاسم طويلا بل لم يسلم أساسا من إجراءات الرئيس التي اجهضت حراكه وإضرابه الشهير باسم إضراب الكرامة عام 2017، لكنه يعود سريعا مع بازار العملية الانتخابية.
في العام 2019، جرى الحديث طويلا عن اتصالات سرية بين جبريل الرجوب أمين سر مركزية فتح مع البرغوثي، معلنا تأييد إدراجه في الانتخابات.
الاتصالات التي تخللت زيارة للرجوب آنذاك الى القاهرة، شملت تأييدا منه بإدراج البرغوثي في ملف التبادل بين حركة حماس و(إسرائيل).
أما فتح فلا تخفي وجود تناغم سياسي بين البرغوثي ودحلان، في إطار رغبة الأخيرة الاستفادة من دور البرغوثي كجسر وممر اجباري للدخول إلى ساحة الضفة ومنها إلى سدة الرئاسة، كما تشير وتعتقد أوساط عديدة في حركة فتح.
تلتزم عائلة مروان الصمت إزاء العملية الانتخابية، ففدوى البرغوثي زوجته ومسؤولة حملته، التزمت الصمت إزاء التعليق على موقف مروان من العملية الانتخابية.
وقالت فدوى لـ"الرسالة نت": "بعيد لقاءات القاهرة يمكن ان تتضح أشياء كثيرة، بعد ذلك سنحدد وسنقول كلمتنا".
أما حركة فتح، التي عينت كريم يونس عضوا في اللجنة المركزية في إطار محاولة إبعاد الأضواء عن مروان، فهي تعمل وفق قيادات فتحاوية لإدراجه ضمن رئاسة القائمة.
تعتقد أوساط فتح القيادية إمكانية تجاوز مروان لفكرة الدعوة الى المصالحة الفتحاوية التي كان يصر عليها لسنوات طويلة.
فمروان ابدى تحفظا واضحا على مسار فصل محمد دحلان ومن تم تسميتهم بالمتجنحين، وهي التهمة التي الصقت بالعناصر والقيادات الفتحاوية التابعة او الموالية لدحلان.
وبموجب هذه التهمة فصل العشرات من الحركة وجمدت رواتبهم وجرى اعتقال كوادر عديدة في الضفة المحتلة.
مروان التزم الصمت حيال الإجراءات التي لحقت به ونتيجة لمواقفه، لكن مقربين منه عبروا عن امتعاضه من سلوكيات كثيرة لحقت به.
وكشف عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومسؤول ملف القدس بالحركة حاتم عبد القادر، في وقت سابق عن "وجود توجه لدى البرغوثي بالترشح لانتخابات رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية".
وقال عبد القادر في تصريح خصّ به "الرسالة نت" إنّ "مروان له الحق بالترشح في الانتخابات الرئاسية بموجب القانون".
وحول منافسة مروان لمحمود عباس في الرئاسة عن حركة فتح، أجاب: "إذا أراد الرئيس أن يرشح نفسه فعليه أن يعلن ذلك بنفسه، وليس من خلال أشخاص حوله".
وأضاف: "أن يرشحه من حوله نفاقا هذه مسألة غير مقبولة".
وحول الاتهامات الموجهة لمروان بالتآمر مع دحلان، أجاب عبد القادر: "مروان قائد فلسطيني وزعيم ومناضل، ويستطيع أن يرى مصلحة الشعب الفلسطيني بمعزل عن التحالفات التي يمكن أن يقوم بها، ولدينا ثقة كاملة به".
وأكد عبد القادر أن القانون الفلسطيني يتيح لمروان البرغوثي الترشح في رئاسة السلطة، "والديمقراطية في الحركة تتيح فرصة الترشح لمن يرى نفسه مؤهلا لرئاسة السلطة".
وحول العرض الذي قدم لمروان البرغوثي من السلطة بالامتناع عن الترشح للرئاسة لقاء ترؤسه لقوائم الحركة في الانتخابات البرلمانية، أجاب عبد القادر: "قد تعرض السلطة شيئا من ذلك على مروان، لكن لا اعتقد أنه سيقبل".
وكان ممثلو المجتمع المدني في لقاء مع الأمم المتحدة، قد عرضوا ضرورة السماح للأسرى المشاركة في الانتخابات ترشحا وانتخابا.