قائد الطوفان قائد الطوفان

كورونا.. قيود أوروبية على توزيع اللقاحات ومنظمة الصحة تحذر من صراع دولي على إمداداتها

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

لندن- الرسالة نت

قرر الاتحاد الأوروبي منع الشركات المنتجة للقاحات المضادة لفيروس كورونا من تصدير اللقاحات إلى خارج دوله بدون ترخيص مسبق، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من صراع دولي على إمدادات اللقاح.

وقال فلاديس دومبروفسكيس نائب رئيس المفوضية الأوروبية إن الغاية من هذا القرار هي تأمين العدد الكافي من اللقاحات لمواطني دول الاتحاد الأوروبي، مطالبا شركات صناعة الأدوية باحترام الجداول الزمنية لتسليم اللقاحات.

من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن اللقاحات ضد الوباء تقدم فرصة ثانية للتحكم بالوباء، ولذا لا يجب على العالم أن يبددها.

وأضاف -في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف الجمعة، بمناسبة مرور عام على إعلان حالة طوارئ صحية دولية بسبب الوباء- أن اللقاحات من شأنها أن تجعل الجميع يدرك الانعدام في المساواة، مشيرا إلى أن النظرة الوطنية للقاحات ربما تكون مفيدة لبعض الدول على المدى القصير؛ لكنها لن تكون مفيدة على المدى البعيد، لأن الوباء لن ينتهي إلا إذا انتهى في جميع أنحاء العالم.

ووجه مدير عام منظمة الصحة نداءات إلى شعوب الدول، التي تحصل على كميات كبيرة من اللقاحات بدون النظر إلى بلدان أخرى، أن يطالبوا حكوماتهم بأن تتشاطر اللقاحات مع البلدان الأخرى.

وفي خضم جدل متصاعد بشأن التأخر في تسليم الجرعات، أعطى الاتحاد الأوروبي موافقته على استخدام لقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca) لفيروس كورونا.

واعتمدت وكالة الأدوية الأوروبية الجمعة لقاح أسترازينيكا لجميع الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، قائلة إنها تعتقد أن اللقاح مناسب أيضا لكبار السن، في وقت تنتقد بروكسل الشركة لتأخرها في عمليات التسليم.

وصار لقاح أسترازينيكا الثالث، الذي يحصل على الضوء الأخضر من الوكالة الأوروبية للأدوية بعد لقاحي "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) في 21 ديسمبر/كانون الأول، و"مودرنا" (Moderna) في 6 يناير/كانون الثاني.

وتثير مجموعة أسترازينيكا السويدية البريطانية غضب قادة الاتحاد الأوروبي منذ أيام؛ بسبب تأخر عمليات تسليم اللقاحات.

من جهتها، صارت المجر، التي تنتقد بروكسل لـ"بطئها"، أول بلد في الاتحاد الأوروبي يرخص استعمال لقاح مخبر "سينوفارم" (SinoPharm) الصيني، وذلك بعد ترخيصها الأسبوع الماضي استعمال لقاح "سبوتنيك-في" (Sputnik-V) الروسي.

ويأتي هذه الصراع الخفي على اللقاحات، على خلفية ارتفاع عدد الإصابات بالمرض، وتزايد القلق في أوروبا وخارجها، حيث تتفشى النسخ المتحوّرة من الفيروس، التي تثير أسئلة حول فعالية اللقاحات ضدها.

وفي سياق هذا الخلاف، نشرت المفوضية الأوروبية، الجمعة، العقد الموقع العام الماضي مع أسترازينيكا للطلب مسبقا جرعات من لقاحه؛ إلا أنه تمّت تغطية أجزاء كاملة لأسباب مرتبطة بالسرية.

وفي السياق نفسه، أكدت وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي أنه لا علاقة بين لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) وحالات الوفاة، التي سجّلت في أوساط أشخاص تلقوه، وأنه لا يتسبب بآثار جانبية جديدة، وذلك بناء على أولى البيانات المرتبطة بإطلاقه.

وجاء إعلان الوكالة، التي تتخذ من أمستردام مقرا لها، بعدما أفادت تقارير أن العشرات، وخصوصا من المسنين، توفوا في النرويج وغيرها من الدول الأوروبية عقب تلقيهم أول جرعة منه.

على صعيد آخر، أعلنت شركة "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson)‏ الأميركية أنها طورت لقاحا من جرعة واحدة ضد "كوفيد-19" بلغت نسبة فعاليته 72% في الولايات المتحدة، ونسبة فعالية عامة 66% في الحماية من الحالات المتوسطة إلى الحادة من المرض.

وسوف تطلب الشركة من مؤسسة "المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها" تصريحا للاستخدام الطارئ بحلول فبراير/شباط، وترمي إلى أن تكون التطعيمات جاهزة للشحن بعد ذلك بفترة قصيرة.

وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليونين و191 ألفا و865 شخصا في العالم، منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، وتعد الولايات المتحدة أكثر البلدان تضررا جراء الوباء، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة.

وقد أوصت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة الجمعة، بتشديد قيود السفر، بما في ذلك عدم القيام برحلات السفر غير الضرورية من وإلى المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس كورونا.

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إغلاق بلاده لحدودها بدءا من الأحد أمام الرحلات الآتية من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك حظر سفر الفرنسيين والمقيمين من فرنسا إلى دول غير أوروبية "ما لم يكن هناك مسوّغا قاهرا".

فيما أغلقت المملكة المتحدة حدودها أمام الوافدين من الإمارات وبوروندي ورواندا بهدف منع وصول النسخ المتحورة من الفيروس.

وأكدت بريطانيا تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين و772 ألف إصابة، وأكثر من مئة ألف وفاة، أما ألمانيا فسجلت أكثر من 14 ألف إصابة جديدة في يوم واحد، فيما تجاوز عدد الوفيات الكلي 56 ألفا.

وفي فرنسا تجاوزت حالات الإصابة حاجز الثلاثة ملايين، وبلغت الوفيات أكثر من 74 ألفا، كما سجلت بلجيكا أعلى معدل للوفيات نسبة لعدد السكان في أوروبا، حيث بلغ 181 وفاة لكل مئة ألف نسمة.

على صعيد آخر، زار فريق من الخبراء تقوده منظمة الصحة العالمية، الذي يحقق في منشأ كوفيد-19، مستشفى في مدينة ووهان الصينية، كان من أوائل المستشفيات التي عالجت المرضى في الأيام الأولى من التفشي.

وبعد اجتماع مع علماء صينيين في وقت سابق اليوم، الجمعة، ذهب الفريق إلى مستشفى "الدواء الصيني والغربي التكاملي" في إقليم هوبي.

البث المباشر