على صفحته في فيسبوك، كتب الأسير المحرر إياد الجرجاوي مناشدة عاجلة: "بعد مماطلة وزارة الصحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في القيام بواجبهم بتقديم العلاج للأسير المحرر اياد الجرجاوي المريض بالسرطان والذي تحرر من سجون الاحتلال قبل خمس شهور، حول الاسير الى مستشفى في جمهورية مصر العربية لا يملك اي مقومات لإجراء عملية الاستئصال".
بالعودة إلى الخلف وفي تفاصيل قصة المعتقل، فقد اعتقل اياد الجرجاوي عند حاجز بيت حانون في عام 2011 وحكم عليه بالسجن 22 عاما خفضت إلى 9، واكتشف في العام الأخير من اعتقاله أنه مصاب بالسرطان.
ويعتقد الجرجاوي أن اصابته كانت بسبب ظروف الاعتقال السيئ، والتعذيب وسوء التغذية، مشيرا إلى أن أبراج المراقبة المركبة في الزنازين، والإشعاعات التي تصدرها كان لها أثر سيء، والجميع يعلم خطورتها".
عانى الجرجاوي من سياسة الإهمال الطبي، فمنذ الكشف عن اصابته بالسرطان، رفض الاحتلال نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ما أدى إلى ما يشبه الشلل في نصف وجهه بسبب الورم المهمل في دماغه، والممتد إلى فقرات العمود الفقري.
يقول الجرجاوي "للرسالة": تواصلت مع هيئة شؤون الأسرى لطلب المساعدة، وخضعت للكثير من الفحوصات منذ خروجي من السجن قبل ستة أشهر، وعندما فقدت الأمل في إمكانية العلاج في غزة طلبت تحويلي للعلاج في مصر لصعوبة حالتي.
ويضيف:" مكان الورم بين الفقرتين الأولى والثانية ومتشعّب في الدماغ ومتصل بالنخاع الشوكي والشريان المغذي للدماغ وهذا يعقد عملية الاستئصال، ويجعل العملية في غاية الحساسية والدقة".
حصل الجرجاوي على تحويلة طبية من وزارة الصحة للعلاج في مستشفى الأمانة العامة في القاهرة، ولكنه اكتشف بعد خضوعه للفحوصات أن المستشفى لا يملك إمكانيات إجراء العملية له.
وفي حديث الجرجاوي لفت إلى أن العملية التي تحتاج إلى إمكانيات دقيقة وتكلفة تصل الى أربعة عشر ألف دولار، لا يمكن إجراؤها إلا في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة، ولا زال الأسير ينتظر تحويلة وموافقة رسمية من وزارة الصحة برام الله لتحمل تكاليف العملية.
ويختم الأسير بجملة يستنكر فيها ما حل به بعد خروجه ومعاناته لعشر سنوات داخل المعتقلات من مرض السرطان قائلا:" هذا حال أسرانا: الموت داخل السجون من الاحتلال او الموت خارج السجون بسبب التقصير والإهمال"
وفي تعقيبه على قصة الجرجاوي، قال حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى، إن الهيئة تتابع قضية الجرجاوي بشكل خاص لخطورة حالته ولأنه يحتاج إلى استثناء خاص.
ويلفت عبد ربه إلى أن التحويلة الطبية للجرجاوي تسمح له بإجراء العملية في خمس مستشفيات في القاهرة، وجميعها يمكنها أن تجري عمليته، ولكنه يريد من الصحة إعطاءه فرصة لإجرائها في المستشفى العسكري لأنه معروف بتطوره وتقنياته العالية مقارنة بالمستشفيات الأخرى.
ويؤكد عبد ربه أن عملية الجرجاوي حساسة ودقيقة وحالته صعبة جدا ويحتاج فعلا إلى عناية خاصة وامكانيات عالية تضمن نجاح الجراحة، ومن حقه الحصول على هذه الموافقة، منوها إلى أن الهيئة تتواصل مع الصحة يوميا لتحصل على موافقة من وزيرة الصحة على طلب الجرجاوي.