قائمة الموقع

الداية خارج الخدمة.. ماذا فعل عباس برجال عرفات؟!

2021-02-21T09:19:00+02:00
الداية خارج الخدمة.. ماذا فعل عباس برجال عرفات؟!
الرسالة نت – محمود هنية

 بعيد أيام قليلة من تسلمه منصبه لرئاسة السلطة عام 2005، أمر رئيس السلطة محمود عباس بإغلاق مكتب د. بسام أبو شريف المستشار السياسي السابق لرئيس السلطة الراحل ياسر عرفات.

أغلق المكتب وسحبت كامل صلاحياته وأحيل الرجل الذي نبه للمرة الأولى أن سما قد دس للراحل، في محاولة للجم لسانه، كما وصف أبو شريف بذاته الحالة.

أبو شريف اشتكى يومها من محاولة لضرب رجال عرفات واخراجهم من المشهد السياسي، تمهيدا لدخول من أطلق عليهم في عهد عرفات، "أصحاب العمارة"، في إشارة للفريق السياسي الذي تمرد عليه سياسيا في آخر لحظات وجوده، ثم أخيرا تسيّد مشهد الحكم بعد رحيله.

لم يكن أبو شريف وحده الذي بات في طور الاستهداف، فريق آخر تعرض للتهميش من رجالات صنفوا لوقت قريب من أمناء سره والمقربين منه، في الخارج فاروق القدومي، وفي الداخل كان مروان البرغوثي وما بينهما كانت حلقات من المقربين في ذروة الاستهداف.

وحدها زوجة عرفات سهى الطويل، التي حظيت باهتمام مالي مبالغ فيه وفق المقربين من فتح، لسبب عزوه إلى محاولة لشراء صمتها طيلة سنوات طويلة، وبقي شقيقها سفيرا في قبرص يتمتع بكامل الصلاحيات.

أما رجال عرفات فكان يجري إقصاؤهم واحدا تلو الآخر، وأبرزهم كان محمد الداية الرجل الذي رافق عرفات في الظل لسنوات طويلة، حتى بات رديفا لاسمه ومشهورا بشهرته وشاركه اسمه.

الداية الرجل الذي تولى مرافقة عرفات في أيام الثورة قبل اغتياله، ليلحق نجله في خدمة حراسته اكراما لوالده، قبل أن يتحول إلى خصم لدود لدى خليفة عرفات ولدى المحيطين به.

أبعد الداية عن المشهد الأمني لسنوات طويلة لقضايا، وقيل إن محمد دحلان القيادي السابق في جهاز الامن الوقائي قد لفقها له، تهم لم يسبق للداية أن أثارها عبر الاعلام، لكنه بقي حاضرا حتى مع رحيل عرفات.

وبعيد وفاة عرفات، ظهر الداية مجددا، لكنه ظهور مرافق بحالة من الحسرة إزاء وضعه السياسي والاقتصادي وحالة التحجيم التي يتعرض لها.

في العام 2018 وجد الداية نفسه خلف القضبان مجددا، لكن هذه المرة بتهمة إدارة حسابات عبر وسائط التواصل الاجتماعي تنال من السلطة الفلسطينية، بعد شكوى تقدم بها حسين حسين أحد العاملين في مكتب رئيس السلطة.

وقتها لجأ العقيد الداية للإضراب المفتوح عن الطعام، قبل أن يفرج عنه بكفالة مالية، ثم غادر حدود الوطن.

بعد عامين من خروجه، أعلن الداية استقالته من السلطة الفلسطينية، تلك السلطة التي نكّلت برتبته العسكرية ونالت من مكانته لسبب تعزوه مصادر في فتح لاقتراب مزعوم بين الداية والنائب جهاد طملية المحسوب على محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح.

كما كشفت مصادر آنذاك للرسالة، أن غضب الرئيس نابع من تجرؤ الداية على أحد العاملين في مكتبه.

لم تكن شكوى الداية وحدها التي تضج في فضاء الحالة الفلسطينية، فثمة شكاوى أخرى صدرت عن أبناء ياسر عرفات ممن تبناهم بعيد وصوله لغزة، "ثم أعلنوا أن رواتبهم قطعت ويعيشون في ظروف قاسية للغاية".

تامر ياسر عرفات، واحد من هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم يصرخون لأجل لقمة عيشهم، بعد رحيل والدهم وتنكر الرئيس لوصيته، وفق ما يقول في تسجيل مصور بثته قناة الغد العربية.

وتواصلت الرسالة مع محامية الداية راوية أبو زهيري، التي نفت معرفتها بقرار استقالة الداية، مؤكدة أنّ الأمر كان مفاجئا وأعلن عنه عبر صفحته على الفيسبوك دون معلومات إضافية.

اخبار ذات صلة