الرسالة نت - مها شهوان
شكل يوم الحادي عشر من نوفمبر انعطافاً حاداً في تاريخ حركة فتح وقيادتها وأبنائها، حيث رحل من كان يُعد بالنسبة لهم رمزاً فلسطينياً وفتحاوياً في ذات الوقت بدءً من كوفيته السمراء وليس انتهاء بمواقفه وشعاراته التي ماتت بموته.
برحيل ياسر عرفات انتهى عصر الرموز في حركة فتح، فيُجمع المراقبون أنه لم يتبقى لحركة فتح أي رمز تعتز به، فموت الأب بالنسبة للعائلة الفاسدة يُخلف تفرقاً وخلافات عميقة بين الأبناء وهذا ما جرى فعلياً مع حركة فتح وأبنائها فأصبحوا بعد عرفات مجرد وكلاء أمنيين للاحتلال بعد أن فقدوا صاحب القرار في حركتهم.
الرؤية العرفاتية
عضو المجلس الثوري في حركة فتح الدكتور حاتم عبد القادر أكد "للرسالة نت" على أن ارث ياسر عرفات تاريخي وجزء من حركة فتح كونه المؤسس لها وللشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن ذلك دافعا واضحا للحفاظ على إرثه باعتباره يشكل الرافعة الحقيقية لفتح.
وأشار إلى أن حركة فتح لم توفق في المحافظة على إرث الراحل عرفات على كافة مستوياته، موضحا أنه و لا يكفي المحافظة على إرثه مادياً كإقامة نصب تذكاري أو احتفالا في يوم ذكراه.
ودعا عبد القادر إلى ضرورة استلهام مبادئ عرفات الوطنية ونضاله من أجل إحقاق الحقوق الوطنية.
وبعد وفاة عرفات خالف بعضا من قيادي حركة فتح نهجه وأكملوا مسيرة التسوية السياسية التي رفضها آخر أيامه حتى كان مصيره الاغتيال، وحول ذلك يرى عبد القادر أن أبو عمار لم يرفض خيار التسوية لكنه اعتبر النضال السياسي جزءا من حقوق الشعب ،مبينا أنه لا يمكن فصل النضال السياسي عن الميداني .
وقال عضو المجلس الثوري: "وقع عرفات على أوسلو لإعطاء الشعب حقوقه، لكنه بعد كامب ديفيد اقتنع أن الصهاينة لا يريدون السلام لذلك أدرك أن المسار السياسي مغلقا ولا يوجد سوى المقاومة".
وعلى صعيد تصفية القيادات الفتحاوية قال: "القضية ليست أبو مازن بل تطورات داخليه وإقليمية ودولية وهي حالة مؤقتة دون تكريس الحالة العرفاتية مع الصعيد الفلسطيني"،مضيفا أن الرؤية العرفاتية تمكن الشعب من استرداد حقوقه.
مرحلة وانتهت
وعلى صعيد آخر قال القيادي في حركة فتح حسام خضر: "المرحلة التي قاد بها عرفات انتهت كليا على أرض الواقع في تاريخ حركة فتح لأنها تتبنى المفاوضات كخيار استراتيجي"، مبيناً أن حركته غير قادرة على الحفاظ على إرث عرفات بمفهومه التقليدي.
وأرجع بعض المراقبين للشأن الداخلي أن عباس يصر على السير في طريق التسوية السياسية خشية أن يؤول به الحال كعرفات ويقتل، لكن القيادي الفتحاوي خضر أشار إلى أن عرفات صنع التسوية وأخذ الشعب وفتح للمفاوضات وكان نهجه أوسلو ولديه الاستعداد لتنفيذ كافة الاستحقاقات من الجانب الفلسطيني، مؤكدا في الوقت ذاته على أن عباس لازال محتفظا بجزء كبير من خيارات الراحل.
وعن قمع المقاومة التي كان عرفات يغذيها واليوم باتت مقموعة من قبل حركة فتح أوضح أن لكل مرحلة شروطها، منوها إلى أن المقاومة كالمفاوضات باعتبارها أحد الخيارات الإستراتيجية التي من حق الشعب ممارستها.
الوصاية الصهيونية
وفي حديث خاص "للرسالة نت" أكد الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال أن قيادة فتح بعد استشهاد عرفات انحرفت بدرجة كبيرة عن منهجه ،لاسيما حينما ساروا بمسيرة أوسلو التي أوقفها الراحل لإدراكه أن العدو لا يفهم إلا بالقوة.
وقال : "من تآمر على عرفات آخر حياته جزء من قيادة فتح لازالوا يمسكون زمام الأمور فيها، بالإضافة إلى وجود بعضا منهم شارك في تصفية عرفات وذلك من خلال تعاملهم مع الإدارتين الأمريكية والصهيونية".
وأضاف :"عباس وفريقه كان يتعامل معهم عرفات كأنهم عيون الإدارتين الأمريكية والصهيونية وباقي الفريق الذي يثق به عرفات تم تنحيته وتهميشه"، مستدركا:حركة فتح مخطوفة من قبل قيادة جديدة تحت الوصاية الصهيونية.
وعن قمع المقاومة من قبل حركة فتح اعتبر أن ذلك نتيجة طبيعية للانقلاب الذي حدث بعد عرفات لاسيما بعدما أصبحوا وكيل أمني للاحتلال لقمع المقاومة.