قال بسام الحمادين، مدير الإدارة العامة للهندسة والصيانة في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة إن تكلفة الإنشاءات والتجهيزات الطبية التي قامت بها الوزارة خلال العقد الأخير بلغت 500 مليون دولار أمريكي.
وأضاف الحمادين في حوار مع "الرسالة نت" أن إدارته تشرف على انشاء المباني والمرافق الصحية كافة، وتجهيز المستشفيات بالأجهزة الطبية والكهربائية وغيرها، موضحًا أن إنجازات وزارة الصحة على مدار 15 عاما الماضية كانت كبيرة، خصوصا في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة.
وبيّن أن عدد مستشفيات قطاع غزة الرسمية المسجلة لدى الوزارة هي 14 مستشفى موزعة على محافظات غزة الخمس، بالإضافة إلى 56 مركز رعاية أولية تقدم خدمات يومية للجمهور.
وأوضح أن باكورة إنجازات الوزارة على صعيد الإنشاءات تمثلت في افتتاح مستشفى الهلال الاماراتي في حي تل السلطان غرب رفح، وافتتاح مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي التخصصي لعلاج الأطفال، بالإضافة إلى مستشفى بيت حانون في محافظة شمال غزة.
وأشار إلى أنه تبع ذلك إنشاء عدد كبير من المباني سواء كانت مستشفيات او مراكز رعاية أولية او مخازن أدوية أو مبان إدارية لخدمة الجمهور.
وفي محافظة غزة، أنشأت وزارة الصحة مبنى الجراحات التخصصي الذي احتوى على ستة غرف عمليات جراحية، وغرف عناية مركزة، وغرف مبيت للجراحات التخصصية في كل المجالات، حيث بلغت تكلفة إنشائه 35 مليون دولار أمريكي.
كما عِمدت الوزارة إلى إنشاء مبنى التوسعة في مجمع الشفاء الطبي، وتمت زيادة السعة السريرية لأقسام المبيت بـ120 سريرًا.
وكشف مدير الإدارة العامة للهندسة والصيانة في وزارة الصحة الفلسطينية أن الوزارة بصدد افتتاح مبنى الولادة الجديد الذي بني داخل مجمع الشفاء الطبي، والذي سيخدم كل سكان مدينة غزة.
أما في محافظة الشمال، قال الحمادين إن الوزارة عملت على إنشاء وتجهيز مستشفى الاندونيسي بسعة 250 سرير مبيت، وأربع غرف عمليات جراحية وعناية مركزة، ومؤخرا افتتحت الوزارة مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى حيث كانت تقدم الخدمة لمرضى غسيل الكلى من شمال غزة في مجمع الشفاء الطبي وهذا يمثل معاناة لمرضى الكلى؛ لذلك يعتبر مشروع مركز الكعبي حيويا ومهما.
وذكر الحمادين أنه من المقرر وصول كراسي المرضى نهاية الشهر وافتتاح المركز بشكل كامل وتقديم الخدمة غسيل كلى في الشمال ل 180 مريضا.
وفي المحافظة الوسطى، أشار إلى أن مستشفى شهداء الأقصى كان مركز رعاية أولية ولكن مع بدء انتفاضة الأقصى الثانية تم تحويله إلى مستشفى، ولاحقًا أضيف له طابقان، موضحا أنهم أنشأوا مبنى خاصا بالولادة داخل حرم المستشفى، بعد أن كانت خدمة الولادة مشتتة داخل المحافظة بين المستشفيات الاهلية والمراكز الخاصة وداخل اقسام العمليات بمستشفى الأقصى.
وفي محافظة خانيونس، بين أنهم أنشأوا مبنى الياسين داخل مجمع ناصر الطبي بسعة سريرية للمبيت تبلغ 150 سريرا وهو مبنى ضخم يحوي 8 غرف عمليات جراحية وقسم طوارئ واستقبال على أحدث الأنظمة العالمية، وتتوفر في المبنى خدمة الأشعة المقطعية وهي كانت غير متوفرة في السابق.
وبيّن أن الوزارة تعمل حاليا على إنشاء مبنى لغسيل الكلى يحمل اسم المرحومة هند الدغمة داخل مجمع ناصر الطبي، وستنتهي عملية تشطيبه نهاية العام الحالي، ليتم افتتاح الخدمة للمرضى بشكل أفضل وأوسع مما هي عليه حاليًا داخل أروقة المجمع.
وفي مستشفى غزة الأوروبي أنشئ مبنى خاص بمرضى الأورام، تقدم فيه الخدمة النهارية للمرضى، والمبيت، والعلاج الكيماوي.
وأشار الحمادين إلى أن خاتمة هذه الأعمال والانشاءات توجت بالحصول على منحة من دولة قطر لإنشاء مستشفى حمد بن جاسم في رفح بمبلغ 24 مليون دولار، حيث لا يوجد سوى مستشفى واحد برفح والذي كان مركزا للرعاية الأولية قبل انتفاضة الأقصى، وهو لا يليق بتقديم الرعاية الطبية.
وأكد أن مستشفى رفح الحالي لا تقدم فيه خدمة العناية المركزة ولا الجراحات التخصصية، في حين أن أسرة المبيت 60 سريرا على الأكثر لاستيعاب المرضى النساء والرجال والأطفال.
وأشار إلى أنه في مستشفى حمد بن جاسم ستقدم الجراحات التخصصية والأشعة المقطعية والقسطرة القلبية.
مراكز الرعاية الأولية
وقال الحمادين إن وزارة الصحة عملت على انشاء مراكز رعاية أولية في عدد من المحافظات خلال العام الماضي، تمثلت في انشاء مراكز رعاية أولية مسقط قيزان النجار ومسقط الرحمة في الشجاعية بدلا من مركز قصف في الحرب، ومركز مسقط في القرارة، ومركز مسقط جباليا.
وأضاف أنه يجري حاليا الإعلان عن مناقصة لإنشاء مركز رعاية أولية في حي الصبرة، مشيرًا إلى أن التكلفة الانشائية لكل مركز تبلغ مليون دولار أمريكي.
وبيّن أن من أهم المشاريع التي ستنجز هذا العام بالإضافة إلى مستشفى رفح، هو مستشفى الطب النفسي على أحدث الأنظمة العالمية، ليكون بديلا عن مستشفى النصر، الذي أنشئ قبل 70 عامًا، وبات آيلًا للسقوط، وفي بيئة غير مناسبة لطبيعة المرضى النفسيين.
وأشار إلى أنه جرى الانتهاء من وضع المخططات الانشائية، فيما سيجري الإعلان عن المناقصة خلال أيام، وسيكون مكانه بجوار فندق المتحف وسيطل على ساحل البحر في بيئة ملائمة لرواده.
وأكد أنه بالإضافة إلى ما سبق، فقد عملت الوزارة على تأهيل وترميم العشرات من الأقسام القديمة المنتشرة في القطاع.
التجهيزات الطبية
وبيّن الحمادين أنه على صعيد التجهيزات الطبية والأجهزة التشخيصية فقد كانت خدمة الرنين المغناطيسي وقسطرة القلب مقتصرة على مجمع الشفاء الطبي، وكذلك الاشعة المقطعية، التي تمت إضافتها خلال العقد الأخير في كل محافظة.
وكشف أنه يجري حاليا شراء جهاز رنين مغناطيسي لمجمع ناصر الطبي بتبرع من اليابان، ليخدم أكبر المحافظات في الجنوب.
وأكد أن القسطرة القلبية كانت غير موجودة في القطاع ويحتاج المرضى للضفة والاحتلال ومصر، وذلك يمثل جهدا وتعبا للمرضى، وحاليا باتت خدمة القسطرة تقدم في الأوروبي والشفاء، كما أشرفنا على إيجاد الخدمة في القطاع الأهلي والخاص، ليصبح هناك اكتفاء ذاتي في داخل قطاع غزة بتقديم خدمة القسطرة دون تحويل أي حالة للخارج.
وكذلك الحال مع خدمة تفتيت الحصى للمرضى، التي باتت تقدم في الأوروبي والشفاء، وكذلك الجراحات حيث تقدم خدمة جراحة القلب المفتوح او زراعة الكلى وجراحة الاعصاب والأوعية الدموية.
ووفق حمادين فقد جرى تجهيز عدد كبير من حضانات الأطفال والأسرّة ليتناسب عددها مع عدد سكان غزة.
وعلى صعيد التعامل مع أزمة الكهرباء المستمرة في قطاع غزة بين أنهم عملوا على التخفيف من الأزمة من خلال تنفيذ عدد من مشاريع الطاقة الشمسية، وبشراء مولدات كهربائية تعمل على مدار الساعة؛ لضمان تزويد الأقسام الحساسة كغسيل الكلى والحضانات والعمليات والعناية، وهي أقسام مرتبطة بوجود أجهزة طبية تعمل على الكهرباء.
وكانت للوزارة إسهامات كبيرة في موضوع أنظمة التكييف واليو بي اس الضخمة ومحطات التحلية، فعلى سبيل المثال فإن مجمع الشفاء الطبي تبلغ فيه ملوحة المياه 25.000 تبي بي اس وبذلك تكون المياه أشبه بملوحة مياه البحر، في حين أن غسيل الكلى بحاجة الى مياه محلاة مفلترة وكذلك أجهزة التعقيم والمرضى في الأقسام وكشك الولادة بحاجة لمياه مناسبة.
وبناءً على ما سبق، تم توفير محطات بقدرات إنتاجية عالية، فعلى سبيل المثال فإن مجمع الشفاء يحتاج لـ 500 كوب مياه محلاة بشكل يومي وهو ما يقدر باحتياج مدينة بأكملها.
وعلى إثر ذلك، وفرت الوزارة المحطات وابار المياه واستبدلت الشبكات القديمة بأنظمة بلاستيكية بي بي أر.