تعكس الهجمة الشرسة التي يشنها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) مؤخرا؛ من حملة مداهمات واعتقالات وملاحقة قيادات وكوادر حركة حماس وتهديد آخرين بعدم الترشح للانتخابات، نوايا الاحتلال المسبقة لإفشال العملية الانتخابية وضمان عدم نزاهتها.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت قبل يومين القيادي في حماس الأسير المحرر فازع صوافطة بعد مداهمة منزله في مدينة طوباس، فيما داهمت منازل النائبين في المجلس التشريعي سمير القاضي، ونايف الرجوب، والأسير المحرر رزق الرجوب في محافظة الخليل.
وحملت قوات الاحتلال رسالة تهديد وصلت رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك ومفادها أنه حال الترشح والمشاركة في الانتخابات، المزمع عقدها في 22 أيار/ مايو القادم، سيجري اعتقالهم على الفور.
ما سبق يُعيد إلى الذاكرة ما جرى حينما فازت حماس بالانتخابات عام 2006، وشنّ الاحتلال حملة اعتقالات ليصل عدد المعتقلين من الحركة وقتها داخل السجون الإسرائيلية إلى 40 نائباً؛ في محاولة تعطيل عمل المجلس التشريعي.
ويمكن القول إن تدخل الاحتلال في سير العملية الانتخابية يهدف إلى وأد فوز الحركة ومحاولة افشال مشاركتها، لصالح طرف هو المستفيد الوحيد من هذه الاعتقالات، الأمر الذي سيكون له تداعيات سلبية على نزاهة العملية برمتها.
نيّة مبيتة
ويؤكد القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، أن مواصلة الاحتلال حملة الاعتقالات لقيادات الحركة وأبنائها يؤكد نيته المبيتة لتعطيل الانتخابات، ومحاصرة نتائجها قبل حدوثها، وهو ما يستوجب موقفًا وطنيًا وتدخلًا من الدول الضامنة لمسار الانتخابات.
ويوضح شديد في تصريح صحفي، أن سطوة الاحتلال على الحياة السياسية الفلسطينية، وتعطيل الحياة التشريعية، تمثل قمة العنجهية في تحدي إرادة شعوب العالم التي تقر بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء مؤسساته وفق الإرادة الوطنية الخالصة.
ودعا برلمانات العالم إلى التضامن مع شعبنا والوقوف إلى جانب حقه في حياة سياسية خالية من تدخلات الاحتلال، مجددا الدعوة لجميع البرلمانات بمقاطعة الكيان الصهيوني ووقف التعامل مع مؤسساته الراعية لإرهاب الدولة ضد شعبنا.
وشدد شديد على مواصلة حركته السير في طريق الانتخابات نحو إعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني وفق أجندة وطنية، تكون أولويتها إنهاء الاحتلال وإقامة الوطن المستقل كامل السيادة.
تحشيد وضغط
ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. تيسير محسين أن تحركات الاحتلال الأخيرة وحملة التهديد والاعتقالات التي يشنها تحمل مضامين تهدد مستقبل الانتخابات وتثبت عمليا نيته تخريب والتدخل في العملية الانتخابية.
ويوضح محسين في حديثه لـ"الرسالة نت" أن ما يجري يأخذ طابع التحشيد والضغط باتجاه يدفع لحسم نتيجة الانتخابات في ساحة الضفة لصالح تيار سياسي معين يرى الاحتلال في بقائه مسيطرا على الضفة مصلحة له، ومتوقع أن يكون لها تأثير واضح على مسار الانتخابات.
ويبين أن هذا التدخل سينعكس بشكل ما على العملية الانتخابية في الضفة، وقد يحدث اختلال كبير في حرية ونزاهة الانتخابات، ما يعني تهديدا للمسار الديمقراطي.
ويتوقع محيسن أن يواصل الاحتلال عملية الضغط على حركة حماس في ظل غياب أي موقف دولي أو إقليمي يمنع الاحتلال من أن يمارس سياسته المعطلة لمسار الانتخابات.
ويشير إلى أن حماس ترغب في إتمام المسيرة لنهايتها وستحاول جاهدة أن تضبط وتضغط على أطراف إقليمية ودولية لتدفع باتجاه منع الاحتلال من العمل ضد نشطائها وقيادتها في الضفة.
ويلفت إلى أن الاحتلال يتخوف من إجراء الانتخابات كون هناك مؤشرات كبيرة لفوز حماس بالضفة، وهو ما يهدد الواقع الأمني الذي يراه الاحتلال ملائما له في ظل وجود السلطة وسيطرتها الأمنية على الضفة.
وفي النهاية تبقى التوقعات داخل أروقة حركة حماس في الضفة الغربية بمزيد من التدخلات (الإسرائيلية)، ليس فقط في هذه المرحلة بل بعد ظهور نتائج الانتخابات، باعتقالات متوقعة لنوابها أو نواب آخرين، فيما ستحافظ الحركة على سير العملية الانتخابية إلى أقصى حدِ ممكن.