قائمة الموقع

مركز الخالدي.. المشروع الذاتي الأول في صناعة الأطراف الصناعية 

2021-02-28T20:11:00+02:00
ارشيفية
الرسالة نت-رشا فرحات


ربما تواجه غزة تحديا مختلفا على صعيد تركيب الأطراف الصناعية، لأنها من جهة تقع على خط النار، وبين صفوف شبابها باتت هناك الكثير من الإصابات لمبتوري الأطراف، ومن جهة أخرى لا يوجد سوى مركز واحد لصناعة الأطراف الصناعية على مستوى القطاع.

وليست المشكلة فقط في وجود مركز واحد، بل إن الإمكانيات المتوفرة أيضا لا تتيح لكل الحالات أن تحصل على طرف فلكل حالة قصة وصناعة الطرف الواحد يكلف من 2000 إلى 4000 دولار.

كما أن هذا المركز الوحيد الذي يقدم خدماته سنويا لنحو 2000 شخص في قطاع غزة 25% منهم يحصلون على أطراف صناعية و75% يحصلون على أجهزة تعويضية مساندة تساعدهم على الحركة في حال تعطل الطرف بسبب الإصابة أو الشلل.

ومن هنا جاءت فكرة محمد الخالدي الذي أنشأ معمله الخاص بمجهوده الخاص لصناعة الأطراف الصناعية والجبائر، وهو المعمل الأول من نوعه في جنوب قطاع غزة.

ويحاول الخالدي استخدام المواد البسيطة المتوفرة بأقل الإمكانيات تماشيا مع الوضع العام لأهالي قطاع غزة وحدث "الرسالة" عن حلمه القديم الذي رأى النور أخيرا قائلا: خطرت ببالي الفكرة منذ عام 2015 مع ازدياد حالات بتر الأطراف بسبب الحروب على قطاع غزة".

وتحدث الخالدي عن تكلفة إنشاء المعمل الخاص: "المعامل المشابهة تكلفتها تصل إلى خمسين ألف دولار، أما المعمل الذي قمت بإنشائه فقد كلفني خمسة عشر ألف فقط"

معمل الخالدي لا يصنع فقط الأطراف الصناعية، ولكنه يعمل على تركيب بعض الأعضاء الصناعية التجميلية كالعين أو الأصابع بالإضافة إلى تركيب أجهزة الكترونية للمرضى معتمدة من شركات عالمية تعاقد معها الخالدي.

أنهى الخالدي دراسة هندسة الميكانيكا قبل دراسة هندسة المعدات الطبيعة والتخصص في الأطراف الصناعية والجبائر، واستخدم العلم الأول في خدمة الثاني بعد أن اكتشف أن هندسة الميكانيكا تخدم صناعة الأطراف الصناعية.

أكثر ما يضايق الخالدي هو الوضع المادي للمرضى، ويقول: "معظم المرضى لا يستطيعون شراء الدواء فكيف سيتحملون تكاليف صناعة الطرف الصناعي؟!  فكثير منهم يستعين بمتبرع أو بالمؤسسات الاغاثية لتساعده في تكلفة الطرف.

الحصول على المعدات وتطويرها مشكلة تواجه الخالدي في ظل منع الاحتلال لإدخال بعض المواد الطبية مثل "الاكريل الآمن"، لذا يحاول استبدال المواد الممنوعة بأخرى تحمل نفس الخصائص حتى يخرج بطرف صناعي بتكاليف أقل وجودة مناسبة.

ويمر الطرف الصناعي بواحد وعشرين خطوة لصناعته والانتهاء منه بفترة زمنية تتفاوت من عشرة أيام إلى واحد وعشرين يوما بما يتماشى مع حالة المريض، فالمريض المصاب بالسكري يحتاج لطرف بصفات معينة تختلف عن المريض الرياضي والذي يريد أن يكمل رياضته.

يشعر محمد بمسؤوليته تجاه المريض الذي يلجأ إليه، ويتمنى أن تتبنى إحدى المؤسسات المرضى أو توفر تمويلا يساعد بصناعة طرف بتكلفة أقل لا يتحملها المريض وحده، لأنه يرى بعينه كيف هي حالة المرضى وما هي أحلامهم.

اخبار ذات صلة