قائمة الموقع

القدوة يتحدى رئيس العشيرة.. أولى قوائم فتح تتشكل

2021-03-04T11:23:00+02:00
القدوة
الرسالة- شيماء مرزوق

في تحدي لسطوة رئيس العشيرة يشكل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة قائمته الانتخابية، والتي تعد أولى قوائم حركة فتح المتوقعة.

فقد أعلن الثلاثاء عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ناصر القدوة عن تشكيل الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني، على أن يتفق الملتقى في وقت لاحق على تشكيل قائمة لخوض الانتخابات التشريعية القادمة.

وعقد القدوة أول اجتماع موسع له عبر تقنية "زووم" ضم أكثر من 230 من القيادات الشابة والنساء والأكاديميين، ورجال أعمال والقطاع الخاص وقيادات فتحاوية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والخارج.

وتم التوافق في الاجتماع على تشكيل أربع مجموعات عمل وهي الإدارة والمالية، الإعلام، الشؤون القانونية، الترشيحات، ومجموعة الاتصال.

ويأتي هذا التوجه معاكسا للقرارات الرسمية لحركة فتح التي أكدت أكثر من مرة أنها ستخوض الانتخابات في قائمة واحدة موحدة، ولن تسمح بتشكيل أي قوائم أخرى، بل وتوعد الرئيس محمود عباس المخالفين لقرارات الحركة بإجراءات صارمة وصلت حد التهديد بالقتل.

تشكيل القدوة للملتقى الديمقراطي يعطي الكثير من المؤشرات أولها أن التعنت ما زال يسيطر على عباس الذي يرفض أي محاولات لرأب الصدع في الحركة، ويرفض الشروط التي وضعها القدوة للالتزام بقائمة الحركة، وهي أن يجري تشكيل قائمة فتح وفق معايير واضحة وبوجوه مقبولة لأبناء الحركة، وضخ دماء جديدة، وهي شروط صعب أن يقبل بها عباس ومن حوله.

المؤشر الثاني هو أن فتح أمام حركة انشقاق حتى وأن كانت تحت مسميات أخرى فقد حرص القدوة على القول إن الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني ليس تجمع أو الحزب وهو مجرد ملتقى ولا يغير الانتماءات المختلفة للشخصيات الموجودة فيه.

كما يحاول القدوة أن يخفف من وطأة الأمر باعتبار أن تشكيل التجمع لن يكون سبب في أزمة لحركة فتح، حيث قال: "الأزمة سببها أكثر تعقيداً بكثير، ونحن عملنا قائمة أو لم نعمل هناك أزمة ولن تتغير".

والمؤشر الثالث هو ما يحاول البعض تسميته بانشقاق انتخابي مرهون بوجود العملية الانتخابية، ولكن عباس الذي خبرناه جيداً لن يمرر الأمر وسيتخذ بالتأكيد إجراءات قاسية ضد ناصر القدوة بالنظر إلى التهديدات التي أطلقها، بينما ستكون نتائج الاجتماع الذي جرى بين الرجلين في الحسبان والذي تسرب أنه كان اجتماع سيء وعلت فيه الأصوات وانتهى دون نتيجة.

المؤشر الرابع أن فتح أمام أزمة أكبر من تلك التي جرت في انتخابات 2006 حيث خاضت الحركة الانتخابات بقائمتين ما أدى لخسارتها أمام حماس، لكنها اليوم تواجه سيناريو أسوأ وهو خوض الانتخابات بأربعة قوائم على الأقل، تشكلت أولها ومن المتوقع أن تتشكل قائمة تتبع البرغوثي الذي لا أفق لتوافق بينه وبين عباس.

فقد اشترط البرغوثي أن يتخذ موقع متقدم في القائمة كونه الحاص على أعلى نسبة أصوات في اللجنة المركزية، وهو يرى أن وجوده على رأس القائمة من شأنه دعم الحركة، لامتلاكه قاعدةً شعبيةً واسعةً وأنصاراً من التيارات والفصائل الفلسطينية الأخرى.

كما يطالب باطّلاعه الشامل على كل الجهود التي بذلتها حركة فتح والفصائل الفلسطينية لخوض الانتخابات القادمة، كما أنه يطالب بأن يكون له حق الفيتو بقبول أو رفض كل الأسماء التي تتضمنها قائمة الحركة الرسمية ومواقع هذه الأسماء.

وتعد هذه شروط تعجيزية بالنسبة لأبو مازن، الذي يرى أن دخول البرغوثي بقوة في تحديد شروط الحركة يتجاوز صلاحياته كقائد لها، وانصياعه لهذه الشروط سوف يتسبب في انشقاق أكبر داخل تيارات الحركة.

ما من شك ان فتح أمام تهديد كبير ولكن ليس من المنافسين من الأحزاب الأخرى بل بسبب انقسامات فتح الداخلية وخصوصاً إن نزل البرغوثي على رأس قائمة خاصة به أو بمشاركة أطراف أخرى ففي هذه الحالة ستكون فتح أمام التهديد الأكبر في تاريخها وقد تتعرض لخسارة أكبر من تلك التي حصدتها في عام 2006، ما يشكل ضربة قاسمة لتمثيلها السياسي.

 

 

 

اخبار ذات صلة