قائمة الموقع

الأسيرة أزهار.. إفراج يخلو من فرحة الحرية

2021-03-08T20:51:00+02:00
لحظة الافراج عن الأسيرة أزهار
الرسالة نت-رشا فرحات

تحت إجراءات مشددة، خرجت أزهار من المعتقل، بقلب غير ذلك الذي دخله قبل 21 شهرا، وهي ابنة السادسة والعشرين، أضاف الاحتلال إلى عمرها عمرا آخر، فربما أصبحت الآن بالأربعين أو الخمسين، عمر مرت عليه أشكال طويلة من الأسى خلال شهور من الاعتقال.

الأب وحده واقف عند حاجز الجلمة، والأم غيبها البعد للأبد، أثناء اعتقال ابنتها، فرحلت دون قبلة وداع وهي تردد: "نفسي ومنى عيني أشوفها قبل ما أموت".

ولكن أم أزهار لم ترها، بل مُنعت من زيارتها لأربعة أشهر بحجة إجراءات الوقاية من فايروس كورونا، ورحلت وأزهار لا زالت في السجن، ولأن الاتصال ليس متاحا في كل وقت، فقد وصل الخبر لأزهار عبر إحدى الإذاعات التي يصل بثها إلى داخل السجون، وحاولت الأسيرات التمهيد لنقل الخبر، ولكن أزهار التي تشعر بقلب أمها قالت: "إنها أمي التي يتحدثون عنها، أمي ماتت".

رسمت أزهار قلوبا، وكتبت جملا مقتضبة، أرسلتها لعائلتها مع أسيرة أفرج عنها الاحتلال مؤخرا، أطّرت الرسالة برسومات طفولية لصبية حرمت من ممارسة طقوس الموت التي تحولت إلى حلم.

رسالتها توسطتها الكثير من الجمل المؤجلة حتى لحظة الإفراج التي كانت تحلم بها: "أنا بخير، بس موت أمي كسر ظهري، كنت بدي أحكيلها كتير حكايات".

والآن بعد الافراج عن أزهار بيوم واحد، كانت تبكي وهي تصعد لمنصة الترحيب، ليس دموعا على أحزانها التي ضاعفها الاعتقال، وإنما حزنا على رفيقات الزنزانة.

 بكاء يعكس وجع قصصهن، وعن القلوب التي تذوب انتظارا خلف القضبان، عن أحلامهن، وضحكاتهن، وبين حلم وضحكة تسقط دمعة لأزهار كلما تذكرت شعور الخذلان، الذي تترفع عنه بقولها:" لا يهمنا احتلال، ولن يؤثر فينا".

وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات أثناء الاعتقال إلى تحقيق قاس، وتعذيب جسدي ونفسي، يبدأ بحرمانهن من زيارة عائلاتهن، ولا ينتهي بالعزل الانفرادي، مع حرمانها من احتياجاتها الشخصية.

إن معاناة الأسيرة تزداد، ولربما عذاباتها فاقت عذابات رفيقها الرجل، لأنها تحرم على الأغلب من رؤية أبنائها.

وقد تصاعدت وتيرة الاعتقالات في صفوف المرأة الفلسطينية مع بداية الهبة الجماهيرية الفلسطينية نهاية عام 2015، وصولًا إلى المقاومة الشعبية عند إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوابات المسجد الأقصى المبارك في تموز 2017؛ ليصل عدد الأسيرات اللواتي تعرضن للاعتقال إلى نحو 370 معتقلة.

اخبار ذات صلة
أزهار المعتقل
2010-05-27T09:22:00+03:00