أعلن سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني الاسبق، مساء السبت، نيته الترشح وتشكيل قائمة انتخابية مستقلة لخوض الانتخابات التشريعية القادمة.
ونفى فياض ما يتم تداوله حول المشاركة في تكتل انتخابي بمبادرة إماراتية، وقال فياض، "هذا غير وارد ولا أساس له مطلقاً، ما أعمل عليه هو تشكيل قائمة من شخصيات مستقلة.
وأشار الى أن الاستقلالية التي تحدث عنها لا تعني فقط أنه ليس هناك انتماء حزبي لهذه الشخصيات، بل إن كتلته البرلمانية لن تكون امتداداً لأي تنظيم أو فصيل أو فريق.
فياض الذي عمل ممثلا لصندوق النقد الدولي بفلسطين بدأ نشاطه الحكومي في العام 2002 وزيرا للمالية حتى عام 2007، وكان يحمل شعار الإصلاح المالي.
دخل الانتخابات التشريعية في 2006 بقائمة الطريق الثالث وفاز برفقة حنان عشراوي بمقعدين وبات نائبا في المجلس التشريعي.
شغل منصب وزارة المالية بحكومة الوحدة الوطنية 2007، وهو خيار الرئيس عباس في ذلك الوقت، ومن ثم ترأس الحكومة في رام الله بعد الانقسام منتصف 2007 حتى أبريل 2013.
ترأس فياض الحكومة في أوج الانقسام والإجراءات التي اتخذتها حكومته جعلت منه أحد أهم رموز حقبة الانقسام التي ارتبط وجودها في ذهن المواطنين بالإجراءات القاسية التي اتخذت ضدهم خاصة في قطاع غزة.
وقد مارست حكومة فياض سياسة قطع الرواتب والتمييز بين موظفي غزة والضفة الغربية، كما فصلت حكومته آلاف الموظفين في الضفة عقب الانقسام.
من ناحية أخرى شهد عهده ذروة التنسيق الأمني ووجود الجنرال الأميركي دايتون والذي أعاد بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية في الضفة وفق عقيدة الفلسطيني الجديد القائمة على التنسيق الأمني والخضوع للاحتلال.
كما مارست حكومته حصارا خانقا ضد غزة عبر الملفات الحيوية مثل التحويلات الطبية وطلبه من الاتحاد الأوروبي وقف تحويل الكهرباء لمحكمة التوليد ووقف توريد السولار وقطع الكهرباء عن غزة.
اليوم، يقدم فياض ابن 69 عاماً نفسه للجمهور الفلسطيني تحت شعار الوحدة الوطنية التي تتطلب شراكة تامة دون محاصصة، هو شعار كبير وفضفاض لكنه لن ينجح في محو الصورة النمطية التي تشكلت في وعي الجماهير الفلسطينية.
فرص المستقلين لا تبدو كبيرة في الانتخابات القادمة بالنظر لاستطلاعات الرأي وحالة الاستقطاب الحزبي القائمة في الساحة، ولكن تحديداً فيما يتعلق بسلام فياض فانه يعتبر من الوجوه القديمة التي أحرقتها حقبة الانقسام ومن الصعب أن يجد قبولا عند جمهور الناخبين.
من ناحية أخرى فإن الغالبية العظمى من الناخبين تبحث عن وجوه جديدة وشابة وقريبة منها وتكون قادرة على تحقيق طموحات الناس، وبالنظر لشخصية فياض البعيدة عن الجمهور الفلسطيني من الصعب أن يجد قبولا عند شريحة واسعة منهم يمكن أن تمنحه فرصة لتجاوز نسبة الحسم.