رغم محاولات الاحتلال (الإسرائيلي) المستمرة تغيير ملامح مدينة القدس والمسجد الأقصى، إلا أن التضامن الدولي مستمر لدعم صمود المقدسات والمرابطين بكل الاشكال.
في السادس من مارس انطلقت مبادرة "أسبوع القدس العالمي"، وكانت بدعوة من منظمة أصدقاء الأقصى ومقرها بريطانيا، بهدف دعوة الجميع للتضامن مع الأقصى والتعريف به ونصرته، وتنظيم فعاليات مختلفة لذلك الهدف، ما يمنح الجميع الفرصة لإظهار حبهم لأولى القبلتين، الذي يتعرض لمحاولات تهويد مستمرة من أذرع الاحتلال المختلفة.
تقول المرابطة خديجة خويص إن تلك المبادرات والحملات التي تأتي دعما للأقصى تبقي القضية الفلسطينية حية في قلوب المسلمين.
وتذكر خويص "للرسالة" أن مثل تلك الحملات والمبادرات تسلط الضوء على دور المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى وتجلب لهم الدعم المعنوي لمواصلة دورهم، بالإضافة إلى أن تلك الحملات توعي مناصري القضية الفلسطينية والعالم بالدور الذي يقوم به المرابطون.
وبحسب قول المرابطة، فإن القائمين على تلك الحملات والمبادرات الداعمة للقدس والمسجد الأقصى، غالبا ما يتواصل ي مع المرابطين في القدس لاطلاعهم على طبيعة العمل، مبينة أن دورهم معنوي.
وكانت حركة حماس أيدت إعلان هيئات وتجمعات ومراكز عُلَمائية "أسبوع القدس العالمي"، في الأسبوع الأخير من شهر رجب كل عام، عادَّة أن في هذا التوجه دلالة على أن قضية القدس حية في نفس كل مسلم.
وفي تصريح صحفي لرئيس حركة حماس في الخارج الدكتور ماهر صلاح قال: إن "القدس أكثر من مدينة، وأكبر من عاصمة، إنها روح أمّة إسلامية ممتدة، وعنوان وحدتها، ورمز عزتها وكرامتها، لذلك كان فتحها مختلفًا عن كل انتصارات سبقت، وكان تحريرها إعلانًا بانكسار استعمار غربي يسعى دومًا للنيل من عزّة الأمّة وإرادتها باحتلال قبلتها الأولى، ومحط أنظارها، ومهوى فؤادها".
وأضاف: "في هذه الظروف الصعبة التي تتعرّض فيها المدينة المقدّسة لهجمة تهويدية واسعة، ويواجه أهلها شتى أشكال الاستهداف، وتتوالى اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، في محاولات لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، إضافة إلى ما سبق من تصريح باطل مشؤوم بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، تأتي البشائر بإعلان هيئات وتجمعات ومراكز علمائية "أسبوع القدس العالمي"، في الأسبوع الأخير من شهر رجب كل عام"، معتبرًا أن هذه هي البشرى بأن قضية القدس حيّة في نفس كل مسلم، ومهما تزاحمت المآسي فإنها تحتل المكانة الأولى، كما كانت دائمًا على مدى التاريخ.
ولفت إلى أن العلماء يقودون مسيرة التغيير والتحرير وحراسة الوعي، فيجتمعون، ويعلنون "أسبوع القدس العالمي"، أسبوع الوحدة، أسبوع الترفّع عن كل الجراح لإنقاذ المدينة المقدّسة الجريحة، على أمل أن يكون تحريرها قريبًا، داعيا إلى المشاركة في الفعاليات المطروحة، والتفاعل مع حملة "أسبوع القدس العالمي"، عاداً ذلك فرصة حقيقية للتعريف بالمخاطر التي تتعرّض لها القدس.
وفي ذات السياق، أعلنت المؤسسة الإسلامية الماليزية "ياديم" الانضمام لفعاليات "أسبوع القدس العالمي" بمشاركة مجموعة من العلماء الماليزيين.
وفي لبنان، أكد مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، دعمه لمشروع "أسبوع القدس العالمي"، مشددا على أن المدينة الفلسطينية المحتلة هي "قضيّة كلّ مسلم".
ورحب المفتي دريان بتخصيص الأسبوع الأخير من شهر رجب من كل عام لإقامة أنشطة متنوعة نصرة للمدينة المقدسة، تحت عنوان "أسبوع القدس العالمي"، ووجه بتخصيص آخر خطبتي جمعة من شهر رجب للحديث عن الإسراء والمعراج والقدس في كل مساجد لبنان.
وأطلق رئيس الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين، الشيخ أحمد درويش الكردي، نداء لإقامة أنشطة وفعاليات في "أسبوع القدس العالمي"، لمواجهة التطبيع ونصرة القدس وفلسطين.
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال إن هذا الأسبوع يأتي دعما "للمرابطين والمرابطات في القدس الشريف والمسجد الأقصى وعموم فلسطين"، بمناسبة ذكرى تحرير المسجد الأقصى والقدس، في 27 رجب عام 583 هجري على يد القائد صلاح الدين الأيوبي.