قائد الطوفان قائد الطوفان

القدوة خارج جلباب عباس

القدوة
القدوة

الرسالة- شيماء مرزوق

اتخذ محمود عباس رئيس حركة فتح قرارا بفصل الدكتور ناصر القدوة من عضوية اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وطرده من صفوف الحركة، بعدما أمهله 48 ساعة للانصياع لقراراته، بعدم الترشح للانتخابات التشريعية أو تشكيل أي قائمة خارج القائمة الرسمية للحركة.
القرار يعكس سياسة عباس الاقصائية وحالة التفرد التي يدير بها الحالة الفلسطينية والشأن الفتحاوي.
التمرد المتصاعد داخل فتح والذي بدأه القدوة مقلق للغاية لعباس والمحيطين به، والذي يبدو أنهم نصحوا الرئيس أن يضبط أعصابه، ولا يتجه نحو قرار الفصل مباشرة خشية تداعيات عكسية بمعنى ألا يرتدع الآخرين بل يكون محرك أكبر للفتحاويين الغاضبين.
انضباط عباس لم يدم طويلا، حتى اتخذ قراره بالاقصاء.
رجال عباس في المقاطعة يتصببون عرقاً حيث ان نتائج الانتخابات القادمة قد تجلب (لفتح عباس) خسارة فادحة خاصة في حال تشتت الأصوات الفتحاوية بين القوائم.
عباس الذي يدرك أن الانتخابات محطة قد تكون الأصعب طوال 15 عاماً هي ممر اجباري اليوم، فالاستمرار بالانتخابات صعب والتراجع عنها أصعب، وعليه أن يعبر بأقل الخسائر.
المؤشرات الجديدة بفصل القدوة، تتجه بأن تكون خسائر عباس كبيرة خاصة في حال نجح القدوة بسحب تيار جديد معه خارج (فتح عباس).

وكان عباس كلف نائبه في حركة فتح محمود العالول وأمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب بالحديث لمرة أخيرة مع القدوة وإقناعه بالعدول عن قراره بتشكيل قائمة انتخابية من الملتقى الوطني الديمقراطي الذي شكله مؤخراً مع العشرات من الشباب والأكاديميين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني ومختلف أطياف الشعب الفلسطيني، استعداداً لتشكيل قائمة انتخابية للمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي في مايو القادم".
ومع عدم انصياع القدوة، اتخذ عباس سياسة العصا التي اتبعها سابقا، ونجحت في احكام سيطرته على فتح طوال السنوات الماضية، وهي ذاتها التي تثير حالة التمرد ضده.
الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري قال بعد منح القدوة مهلة 48 ساعة "إذا فصلت اللجنة المركزية ناصر القدوة ستتزايد شعبيته وتفقد فتح ما تبقى من ميزتها الرئيسية كحركة شعبية تعددية، وإذا لم تفصله ممكن أن تكر السبحة لأن الحركة فرغت من مضمونها إلى حد كبير، ومروان البرغوثي لم يتخذ قراره النهائي بعد".
وأضاف "القائمة المشتركة مصيرها غامض وبات مشكوكا فيه الإتفاق على مرشح رئاسي توافقي، والموقف الأمريكي والاسرائيلي من الانتخابات لم يتخذ حتى الآن، ولا زال تحت الفحص.
من الجدير بالذكر أن القدوة الذي خرج من تحت عباءة الختيار العنيد لم يكتفي بالتمرد وتشكيل قائمة منفصلة بل ذهب إلى إطلاق تصريحات مستفزة لعباس حيث طالب بالقضاء على الفساد ووضع قيود صارمة على فترات الرئاسة، وهو ما يعتبر تحديا نادرا لعباس، وسيتسبب في صداع للرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 85 عاما، قبل أول انتخابات في الأراضي الفلسطينية منذ 15 عاما.
وقال القدوة الدبلوماسي المخضرم إنه يجري محادثات حول حركة سياسية جديدة تأمل في خوض الانتخابات إلى جانب مروان البرغوثي، القائد الفلسطيني المسجون لدى إسرائيل بالمؤبد.
صحيفة التليغراف البريطانية قالت أنه لطالما كان القدوة والبرغوثي من أبرز المرشحين المحتملين لخلافة عباس في الرئاسة، لكنهما يفكران الآن في حركة سياسية انفصالية يمكن أن تشكل تهديدا لحزب فتح الذي يتزعمه الرئيس في انتخابات هذا الصيف.
ويعد القدوة عضوا قديما بارزا في اللجنة المركزية لحركة فتح ووزير خارجية سابق، وخلال الفترة التي قضاها في الأمم المتحدة كمراقب فلسطيني أصبح كان مقربا من كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة.
وقال القدوة إن خاله الزعيم الفلسطيني الراحل ومؤسس حركة فتح ياسر عرفات، كان سيكون "غاضبا جدا" من عدم إقامة عملية ديمقراطية إذا كان على قيد الحياة اليوم.
وبالنسبة للقدوة فكونه ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني المعروف بأبو القومية الفلسطينية، يمكن أن يستحوذ على عدد كبير من الأصوات التي ستذهب إلى مرشحي عباس.
وقال القدوة إن "كل شيء" يحتاج إلى التغيير في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما أنظمة الرعاية الصحية والتعليم فيها، وإن إحدى الأولويات الرئيسية للحركة ستكون "محاربة الفساد بجدية" في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف للتليغراف: "كم عدد أصحاب الملايين لدينا؟ ما هذا؟ ماذا يحدث للغاز الذي نملكه؟ لماذا ندفع هذا المبلغ مقابل للمكالمات الهاتفية، الأسعار لا تعبر عن الوضع الحالي؟"
كما شدد على ضرورة أن تتمسك أي سلطة فلسطينية مستقبلية بفترة زمنية محددة مدتها أربع سنوات، وبعدها تقام الانتخابات، "لقد سئم السكان من تأجيل الانتخابات مرارا وتكرارا".

البث المباشر