أوعز رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس الماضي، وعلى خلفية تعرقل زيارته إلى الإمارات، بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي بين إسرائيل والأردن وعدم السماح لرحلات جوية مغادرة أو قادمة إلى الأردن بالمرور في المجال الجوي الإسرائيلي، بدءا من الساعة 13:00 من اليوم نفسه.
ووفقا لتغريدة في "تويتر" للمحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، فإن نتنياهو قرر ذلك من دون إبلاغ وزارتي الأمن أو الخارجية، ومن دون استشارة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، الموساد أو الشاباك.
وأضاف كسبيت أن نتنياهو أصدر الأمر بهذا الخصوص من خلال وزيرة المواصلات، ميري ريغف، ومنها بشكل مباشر إلى سلطة المطار وسلطة الطيران المدني.
ووفقا لكسبيت، فإن كبار المسؤولين في السلطتين صُدموا من الأمر الذي أصدره نتنياهو، وطالبو بإعادة دراسته من جديد، وطلبوا إصدار الأمر خطيا. وتابع كسبيت أنه "في مرحلة معينة أعلن سكرتير الحكومة أن الأمر ساري المفعول ويجب تنفيذه. ومرّت ساعتان من أجل ’إنزال’ مكتب رئيس الحكومة" عن الشجرة التي صعد إليها.
ونقل كسبيت عن مسؤول مطلع على التفاصيل قوله إنه "قبل دقائق معدودة من بدء سريان الأمر بإغلاق السماء، جاء الاتصال الهاتفي المنقذ حاملا أمرا بإلغاء كل شيء. وأنت لا تدرك الضرر الدولي الذي كان سيلحق بإسرائيل لو تم تطبيق هذا الأمر".
ولفت كسبيت إلى أن الدلالات السياسية لهذا الأمر الصادر عن نتنياهو هائلة. "فهو يشكل انتهاكا فظا لاتفاق السلام، ويستهدف عددا كبيرا من الدول، خطوط جوية، طائرات كانت قد حلّقت في الجو وما إلى ذلك".
وكان مكتب نتنياهو أصدر بيانا حينها، قال فيه إن تأخر سفره إلى الإمارات سببه إلغاء زيارة ولي العهد الأردني، الحسين بن عبد الله الثاني، إلى المسجد الاقصى. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تسريبات عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الأردن لم يصادق على مسار الرحلة الجوية التي تنقل نتنياهو إلى الإمارات عبر الأجواء الأردنية.
إلا أن كسبيت أفاد اليوم بأن "الأمر الأكثر مثارا للسخرية هو أن الأردنيين لم يعارضوا أبدا مسار رحلة نتنياهو الجوية إلى الإمارات. وهم كانوا أذكى من ذلك، وببساطة أخروا الطائرة الأميركية التي كان يفترض أن تنقل نتنياهو إلى أبو ظبي، عندما هبطت وانتظرت في عمان".
واضاف كسبيت أن "هذا لم يساعد على تخفيف غضب رئيس الحكومة الذي ’استل’ أمرا وصفه مسؤولون أمنيون وسياسيون بأنه ’استباحة على عتبة الجنون’، إلى حين هدأ بعد ساعتين تقريبا".