هل ينتظر البرغوثي مصير القدوة؟

غزة- شيماء مرزوق

توجت خلافات "فتح" الداخلية الخميس، بقرار لجنتها المركزية فصل القيادي ناصر القدوة، بسبب موقفه من الانتخابات ونيته تشكيل قائمة منفصلة عن قائمة "فتح" الرئيسية التي يعمل عليها رئيس الحركة محمود عباس.

تعاني فتح من أزمة انقسامات كبيرة خلال الفترة الراهنة التي تسبق العملية الانتخابية المتوقع أن تبدأ مايو المقبل، وفي ظل عمل التيار التابع للقيادي المفصول من فتح محمد دحلان على تشكيل قائمة منفصلة، نال القدوة مصير دحلان حينما قرر ان يخالف قرارات الرئيس الذي يمنع أيا من قادة وكوادر فتح من الترشح خارج إطار الحركة، وهو مصير يهدد بتشتت أصوات فتح مع تعدد القوائم.

ولا تتوقف الإشكالية عن هذا الحد بل من المتوقع ان يلقى القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي مصير القدوة ودحلان في حال قرر مخالفة قرار الرئيس والجهة المتنفذة في اللجنة المركزية لفتح.

البرغوثي الذي لم يحسم قراره بعد من مسألة المشاركة بقائمة خاصة للانتخابات التشريعية نقل عنه المقربون منه أنه اتخذ قراره للترشح للرئاسة وهو تحد واضح لمرشح الحركة الوحيد أبو مازن، ما يعني أن مصير مروان لن يختلف عن سابقيه.

وفي خضم التفرد وسياسة الاقصاء التي ينتهجها عباس ضد الكل الفلسطيني وداخل فتح فإن كل من يخالفه يفصل من فتح وذلك بجرة قلم وبعيداً عن اللوائح والأنظمة والقوانين الداخلية الخاصة بالحركة.

وكشف قيادي بارز في حركة فتح، اليوم الجمعة، أن الرئيس عباس توعد بفصل كل قيادي بالحركة يقوم بترشيح قائمة أو الانضمام إلى قائمة مستقلة، تحضيرا للانتخابات المقبلة.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، حاتم عبد القادر: "هناك توجه في اللجنة المركزية ولدى الرئيس عباس وكان قد أكده أكثر من مرة، وآخرها كان في جلسة المجلس الثوري، بأن كل قيادي في الحركة يقوم بترشيح قائمة أو الانضمام إلى قائمة مستقلة عن القائمة الرسمية للحركة، سيتم فصله، ولهذا قام بتنفيذ قراره".

ورغم حجم الإشكاليات داخل فتح يشكل مروان البرغوثي التهديد الأكبر في حال قرر ترشيح نفسه للرئاسة أو ترشيح قائمة للتشريعي، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن البرغوثي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة.

ويعد احتمال ترشح البرغوثي للانتخابات من خلف القضبان من بين أكثر الموضوعات السياسية التي يتم تناولها.

وقبل عدة أسابيع قام عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد المقربين من الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بزيارة قصيرة للبرغوثي في معتقله لمعرفة ما ينوي فعله بالنسبة للانتخابات.

ورغم أن عباس لم يكشف عما إذا كان يريد الترشح لولاية جديدة، لكنه أمر مفرغ منه بالنظر إلى الرجل الديكتاتور، لكن مسألة إحكام قبضته على فتح بات أمرا مهددًا.

وبات واضحا أن المعسكر الذي يمثل عباس قلق من البرغوثي ودحلان والقدوة لأن كل صوت يحصلون عليه سيكون على حساب فتح وبالتالي خسارة فادحة.

البث المباشر