الشيخ جراح "على كف عفريت" بسبب التوسيع الاستيطاني

هدم منزل.jpg
هدم منزل.jpg

 غزة – مها شهوان

منذ سنوات طويلة تعاني العائلات المقدسية التي تسكن حي الشيخ جراح من محاولات التهجير التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها، منهم من طُردوا رغما عنهم، واخرون مهددون بالرحيل أيضا، عدا عن قرارات الاخطار التي تتسلمها العائلات من حين لآخر.

مخطط تهجير أهالي "كرم الجاعوني" في الشيخ جراح، يستهدف اليوم 28 عائلة فلسطينية، أي حوالي 550 فردا.

 وتعود أصول النكبة المتجددة لأهالي الحي لاتفاقية عقدت بين الحكومة الأردنيّة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عام 1956، عندما انتقلت 28 عائلة فلسطينية من العائلات التي هُجرت إثر نكبة 1948 إلى السّكن في حيّ الشّيخ جرّاح، وتمّ تسليمها عقارات مقابل تخليهم عن مُسماهم كـ"لاجئين" أمام أونروا.

ومنذ عام 1972 بدأت قوات الاحتلال التضييق على السكان، بزعم أن الأرض التي بنيت عليها منازلهم من الحكومة الأردنيّة كانت مؤجرة في السّابق لعائلات يهودية، وفي العام ذاته توجهت جمعية استيطانية لتسجيل الأراضي بورقة مزورة، وبعدها بدأت برفع دعاوي على السكان.

وعبر 48 عاما من الصراع بين المواطنين المقدسيين وسلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية، استولى الاحتلال على 3 بيوت، وسلمها للمستوطنين.

واليوم يخطط الاحتلال لتوسيع مشاريع الاستيطان في حي الشيخ جراح، بهدف تطويق البلدة القديمة، واختراق الأحياء الفلسطينية بالبناء الاستيطاني.

يقول المواطن نبيل الكرد من حي الشيخ جراح بالقدس وهو يروي تفاصيل حياته والضغوط التي يتعرضون لها منذ سنوات لتهجير العائلة من بيتها: "هذه الياسمينة عمرها أكبر من عمر (إسرائيل)، هنا طفولتي وشبابي".

ويضيف: حين قررت الزواج عمرت بيت الزوجية لكن الاحتلال استولى عليه، واليوم يريدون أن يستولوا على البيت الذي عشت فيه طفولتي وشبابي".

وأكد الكرد أنه لن يسمح بالاستيلاء على بيته اليوم، فهو لا يريد أن يعاني التهجير للمرة الثالثة، فالأولى كانت حين هجرت عائلته من حيفا والثانية الاستيلاء على بيته، مشيرا بلهجة صارمة: عملية الاخلاء تستهدف الانسان.

وذكر أنه حين تم الاستيلاء على بيته الأول، بقي عاما كاملا كلما مر من أمامه يبكي كثيرا.

قصص المعاناة والتهجير التي يعيشها أهالي حي الشيخ جراح لم تنته، لاسيما في ظل حملة واسعة يشنها المستوطنون للضغط على السلطات الإسرائيلية لطرد العائلات والاستيلاء على منازلهم.

وأطلق نشطاء ووسائل إعلام حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، للتغريد على وسم "#أنقذوا_حي_ الشيخ_جراح".

كما شرع نشطاء في التغريد على الوسم؛ تأكيدا على حق المقدسيين وأهالي حي الشيخ جراح في منازلهم وحيّهم.

وغرد على الوسم الناشط أحمد العربي قائلا: "احباط مخطط الاحتلال للاستيلاء على منازل في #الشيخ_جراح سيحمي المنازل في الخليل وسيحمي الاراضي في قرى القدس من التفريغ والتهويد. الاستيلاء على الشيخ جراح بداية النهاية للوجود الفلسطيني في القدس.

 وبحسب صالح ذياب عضو لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح، فإن سكان هذا الحي جميعهم لهم أراض وبيوت في الأراضي المحتلة عام 1948م، وفقدوها بعد النكبة عام 1948م، مبينا أن الاتفاقيات بين الحكومة الأردنية وأونروا والعائلات كانت برعاية الأمم المتحدة، وقبل احتلال القدس عام 1967م.

ويؤكد أن المعاناة أصبحت مضاعفة للعائلات التي هجرت عام 1948م، واليوم يهددهم التهجير مرة أخرى. بالإضافة إلى أن الاحتلال يخطط لتوسيع مشاريع الاستيطان في حي الشيخ جراح، بهدف تطويق البلدة القديمة، واختراق الأحياء الفلسطينية بالبناء الاستيطاني.

البث المباشر