سلطت صحيفة عبرية، الضوء على الحرب الاقتصادية التي تشنها "إسرائيل" على إيران، مؤكدة أن الهجمات "الإسرائيلية" طالت عشرات الناقلات ما تسبب بخسارة إيران مليارات الدولارات.
وأشارت صحيفة "هآرتس" في تقرير للخبير "الإسرائيلي" عاموس هرئيل، إلى أن التقرير الذي نشر قبل أسبوع في صحيفة "وول ستريت جورنال" "كشف القليل من جبل الجليد للحرب الاقتصادية التي تشنها إسرائيل منذ سنتين ونصف ضد إيران".
وأكدت الصحيفة أن "إسرائيل أحبطت بصورة ممنهجة تهريب النفط عبر البحر من إيران إلى سوريا بواسطة المس بـ 12 سفينة على الأقل، واستهدف هذا العمل التشويش على نقل بدل النفط المهرب لحزب الله لغاية شراء وسائل قتالية"، بحسب مصادر أمريكية ورجال مخابرات في الشرق الأوسط.
ورجحت "هآرتس"، أن "يكون مصدر تسريب التقرير موجود في إدارة دونالد ترامب السابقة، للتشويش على استئناف المفاوضات مع إيران قريبا، حول عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي"، منوهة إلى أن "هذا النشر يعكس فقط جزءا من الصورة الكاملة".
وقالت: "يبدو أنه حدثت بضع عشرات من الهجمات التي نجحت في التشويش على حركة الكثير من السفن وألحقت أضرارا متراكمة بالإيرانيين، يقدر حجمها بمليارات الدولارات"، موضحة أن "حركة السفن تبدأ في موانئ توجد في جنوب إيران وتمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى البحر المتوسط، وهناك حالات تم فيها إرسال إرساليات عبر الطريق الأطول من خلال الدوران حول أفريقيا والعبور عبر مضيق جبل طارق، ومن هناك نحو الشرق في عرض البحر المتوسط، بهدف التهرب من الإصابة في البحر الأحمر".
وتابعت: "على الأغلب، الهدف النهائي كان ميناء بانياس في شمال سوريا، الذي يوجد بين الموانئ الأكبر منه، ميناء طرطوس وميناء اللاذقية"، منوهة أن "مسار التهريب تم تشخيصه من قبل أجهزة استخبارية غربية في 2018، علما بأن التجارة بالنفط استهدفت الالتفاف على قيود التجارة الدولية التي فرضت على إيران وعلى سوريا إزاء الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد خلال الحرب الأهلية".
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأخرى غربية، أدركت بأن إيران وجدت طريقة لمواصلة تمويل السلاح لحزب الله، ونقلت الأموال للمنظمة عبر رجال أعمال من سوريا مقابل النفط الإيراني، ويبدو أن السفن أصيبت في نقاط كثيرة على طول مسارها، من البحر الأحمر وحتى الشاطئ السوري في الشمال".
ونوهت إلى أن "طهرات اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية على التوالي، عندما أصيبت سفينة محملة بالنفط بانفجار في البحر الأحمر في تشرين الأول/أكتوبر 2019، كما يمكن الافتراض، أنه في جزء كبير من الأحداث الأخرى، تم القيام بأعمال تخريب هادئة من خلال ضرب نقاط حاسمة في أداء هذه السفن، دون أن يرافق ذلك انفجار عبوة أو إطلاق صواريخ، وفي عدد من الحالات دمرت سفن بصورة لا يمكن إصلاحها، واضطرت إيران لجرها إلى الميناء الذي خرجت منه".
وأضافت: "بسبب أن منفذي العمليات، كانت لهم مصلحة كبيرة في العمل تحت الرادار، لم تتم السيطرة العلنية عليها مثلما فعل سلاح البحرية الإسرائيلي بواسطة قوات الكوماندوز بحري، ونشاطات السيطرة على السفن كانت في عمليات ضد سفن سلاح كانت في طريقها من إيران لتنزل حمولتها أمام شواطئ غزة أو لبنان ("كارين إي" في 2002 و"برانكوف" في 2009 و"كلوز سي" في 2014)، أو خلال حملات كسر الحصار عن غزة لمنظمات دولية، وعلى رأسها سفينة "مرمرة" التركية في 2010".
وأشارت "هآرتس" إلى حادثة إيقاف بريطانيا لناقلة نفط إيرانية في طريقها لسوريا أثناء إبحارها عبر مضيق جبل طارق، وردت طهران بعد أسبوع بعملية تهديدية تجاه ناقلة بريطانية في الخليج، وحينها سارعت بريطانيا إلى الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية، كما وقع انفجار، وعلى ما يبدو استهدفت سفينة نقل في الخليج، تمتلكها بصورة جزئية شركة لرجل أعمال إسرائيلي، وبهذا "إشارات إيرانية على قدرتها على الرد على خطوات منسوبة لإسرائيل".
ورأت أن "عملية واسعة جدا من المس بسفن النفط، كما هو منسوب لإسرائيل، تحتاج لجمع معلومات دقيقة، إلى جانب جهد عسكري يشمل سلاح البحرية، بما في ذلك الغواصات والصواريخ وجنود الكوماندوز البحري"، مبينة أن "عدد شهادات التقدير التي وزعت في السنوات الأخيرة في الجيش الإسرائيلي، تدل على حجم العمليات، كما يبدو أن كل هذه العمليات، مثل نشاطات بحرية إسرائيلية ضد تهريب السلاح لحزب الله وغزة في إطار المعركة بين حربين، تعكس ازديادا كبيرا في النشاطات الهجومية في السنوات الأخيرة".
وأفادت أن "الهجمات الواسعة تكمل ثورة تدريجية في الرؤية مر بها سلاح البحرية في عهد القائد الحالي، الجنرال ايلي شربيت، الذي سينهي هذه السنة فترة خدمة استمرت خمس سنوات في المنصب، وبعد المس بسفينة الصواريخ "حنيت" في اليوم الثالث لحرب لبنان الثانية في صيف 2006 بدأت الإدراكات الجديدة في التبلور، ولكن مرت سنوات كثيرة إلى أن قادت الاستنتاجات لإحداث ثورة في بناء قوة إسرائيل البحرية".
وبينت الصحيفة، أن "سفينة "حنيت" أصيبت أمام شواطئ بيروت بصاروخ بر- بحر أطلقه حزب الله، وقتل 4 جنود بسبب الضرر الذي ألحقه صاروخ "سي 802" الصيني، وأثبت الضرر أن الجهد الإسرائيلي لتحقيق تفوق بحري بواسطة قدرات كشف وتسليح بحر - بحر متطورة لن يكون له أهمية كبيرة أمام حماس وحزب الله، وهؤلاء لا توجد لهم أساطيل بحرية، وتهديدهم الأساسي يتمثل في الإطلاق من الشاطئ".
ونوهت أن "حنيت" أصيبت لأن سلاح البحرية الإسرائيلي لم يستطع تشخيص التهديد الذي تعرض له من الشاطئ والتبكير بتدميره، وسلاح البحرية، رغم الدقة والقوة التي استخدمها، كان مكشوفا أمام الأعداء، في حين أن أنظمة إطلاقهم كانت منيعة تقريبا من الإصابة".
وأوضحت أن "التغيير المطلوب والذي تم تطبيقه في السنوات الأخيرة، شمل إقامة نظام نيران بحري قدرته على المس حتى لأهداف توجد على الشاطئ، وتوجيه جزء من الموارد الاستخبارية، بصورة تمكن من جمع معلومات أكثر عن الأهداف التي توجد على الشاطئ، وفي نفس الوقت تطور الانشغال الإسرائيلي بالدفاع عن المياه الاقتصادية، الذي احتاج إلى الدفاع عن مخزونات الغاز، سواء من هجمات من شواطئ غزة ولبنان".
وقدرت "هآرتس"، أنه "سيكون لهذه التغييرات تداعيات حتى في حالة الحرب، والسلاح سيحتاج لإحباط القدرة الهجومية للعدو من الشاطئ كأحد أهدافه الأولى أثناء الحرب، وفي هذه الأثناء وفي عهد المعركة بين حربين، يبدو أنه أصبحت لدى إسرائيل خبرة في السنوات الأخيرة بعمليات أوسع نطاقا كجزء من معركة شاملة، ضد تهريب النفط الإيراني لسوريا، وتهريب السلاح إلى لبنان وجهود حماس لتطوير قدرات الكوماندوز البحري لها في غزة".