قائد الطوفان قائد الطوفان

قبيل العيد.. حمى أسعار الملابس تصيب الغزيين بالجفاف

غزة - ديانا طبيل

لم تصدق المواطنة إسراء الحمارنة "27 عاما " أذنيها عندما طلب منها صاحب احد المراكز التجارية في مدينة غزة "مائة دولار امريكى " مقابل فستان لابنتها البالغة خمس سنوات، واعتبرت أن البائع قد اخطأ في تحديد صنف العملة بدل الشيكل بدولار لكنني فؤجئت باننى المخطئة، حين أصر البائع على السعر ذاته دون اى مراعاة أو تخفيض ،طالبا منى مغادرة المحل إذا لم تعجبني الأسعار.

إذا تشهد أسعار الملابس في القطاع ارتفاعاً طفيفاً غير مسبوق، دفع الناس إلى تجنب شراء الملابس، مما جعل الأسواق التجارية تعانى ركوداً قبيل العيد.

أسعار جنونية

وتضيف إسراء لـ"الرسالة نت" : أسعار البضائع جنونية، حيث أن سعر الطقم الولادى يبلغ 300 شيكل ، وسعر الطقم الخاص بالأطفال الأقل من عام قرابة 250 شيكل، وأنا لا استطيع أفراح أطفالي بالعيد لأن زوجي يخصص مبلغ 500 شيكل من راتبه الشهري من اجل كسوة أطفاله الثلاثة بشكل كامل، وهي لا تكفي في الوقت الحالي بسبب الغلاء.

بينما تقول أم ثائر "30 عاما ": لقد تعودت منذ سنوات طويلة شراء احتياجات ابنائى من سوق"الرمال" لكنى هذا العيد وبعد صدمتي بأسعار الملابس قررت شرائها من الأسواق المجاورة على أمل أن تكون منخفضة لكنني فؤجئت بأن الأسعار مرتفعة .

وتضيف: بعد عناء مرير تمكنت من شراء ملابس العيد لأربعة أطفال بقرابة 1400 شيكلا ، مما دفع زوجي إلى توبيخي ووصفي بالمستهترة ومطالبتي بإرجاع كافة الملابس التي اشتريتها وإلا على قضاء العيد في بيت عائلتي "حردانه".

في حين ابدي المواطن سعيد عرفات"35 عاما " ندمه الشديد على إقدامه بيع  مساعدات غذائية بقيمة 200 شيكل تلقّاها من "الأونروا" وجمعيات خيرية من اجل شراء ملابس لأطفاله خلال العيد، بسبب غلاء الأسعار والتي لم تمكنه من شراء ملابس لأطفاله الصغار.

ويضيف اضطرت إلى صرف مبلغ مائتان شيكل في شراء حلويات العيد وبعض الألعاب رخيصة الثمن محاولاً إرضاء جميع اطفالى، ومؤكدا في ذات الوقت إنه لم يقم بزيارات العيد الماضي لأرحامه وأقاربه لعدم امتلاكه العيدية، وقضى أيام العيد ملازماً منزله

أما خالد حماد "33 عاما " فيقول : ذهبت أنا وزوجتي إلى سوق عمر المختار من أجل شراء بعض الملابس لاطفالى الخمسة لإدخال الفرحة والسرور عليهم خاصة وان فرحة العيد مرتبطة لدينا في قطاع غزة "باللبس الجديد" ، لكنني عدت حاملا "خفى حنين " إذا أن الأسعار فوق طاقة الجميع ،منوها إلى انه قدم وعداً لأبنائه بشراء ملابس الشهر القادم وكله أمل في انخفاض الأسعار معتبراً الأسعار الحالية "حمى عيد "تصيب غزة.

ويضيف : تتراوح أسعار الملابس للبنات الصغار من 180 شيكلا إلى 400 شيكل ، بينما تتراوح أسعار ملابس الأولاد من 150 إلى 350 شيكل، مؤكدا أن الحد الأدنى من الأسعار مرهق لأي عائلة.

غياب المفاصلة

 أما الموظف علاء الطويل "28 عاما" فيقول : رغم ارتفاع أسعار العيد إلى أن الملفت للنظر فعلا عدم قدرة أية مواطن  على "المفاصلة" من اجل الحصول على سعر مناسب فيقد جرت العادة على أن نفاصل، ونفاصل، ونفاصل، حتى نصل إلى السعر المناسب لنا ، أما اليوم فالأسعار ثابتة لا تقبل النقاش أو الجدال.

من جهته يرى مروان الحلو "40 عاما " صاحب محل لبيع ملابس الأطفال، أن الأسعار مرتفعة بعض الشيء نظرا لأوضاع المعابر والموصلات التي يتكبدها التجار من اجل وصول البضائع إلى قطاع غزة ، رافضا ما يقال أن ارتفاع الأسعار حمى تصيب غزة قبيل الأعياد والمناسبات مؤكدا بأن الأسعار ثابتة سواء قبل أو بعد العيد خاصة داخل المحل خاصته.

 ويضيف : الغالبية العظمى من التجار تحترم علاقتها مع المواطن ولا يتبعون سياسة رفع الأسعار قبل العيد أو في أي مناسبة أخرى، ولكن الأسعار تختلف من موسم لآخر، فمثلا في عيد الفطر كانت الملابس المعروضة والمطلوبة ذات طابع صيفي فلا تحتاج للكثير من الخامات، ولكن في هذه الفترة بدأ الجو يدخل مرحلة البرد، لذلك يفضل الجميع أن يشتروا ملابس شتوية خاصة للأطفال، وهي ملابس تختلف من حيث نوع المواد الخام والكمية المستخدمة للقطعة الواحدة، إضافة إلى البلد المنتج فغالبية الملابس الشتوية من الأصواف التركية مرتفعة الأسعار والجودة.

أما حول غياب المنافسة فيقول الحلو : الازدحام في الحركة الشرائية تجعل الغالبية العظمى من أصحاب المحلات التجارية يحدون مسبقا سعر القطع في محاولة لمنع المفاصلة أو النقاش ، خاصة وان بعض المواطنين قد يجادل لمدة ربع ساعة في قطعة واحدة ، مما سيؤثر حتما على إدارة شئون المحل خلال فترة المفاصلة .

البث المباشر