الرسالة نت-كمال عليان
بدت الحاجة أم هاني عبد القادر في أول يوم من أيام عيد الأضحى في موقف متناقض ، فبينما كانت تغمرها الفرحة من كثرة اللحوم التي وصلت إلى بيتهم من الجيران والأقارب ممن ضحوا، تقف حائرة في كيفية تخزينه في ظل أزمة الكهرباء التي طالت كافة مناحي الحياة قطاع غزة هذه الأيام وعدم قدرتها على وضع اللحوم في "فريزر" الثلاجة.
ويأتي عيد الأضحى المبارك على أهالي قطاع غزة في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من أزمة انقطاع الكهرباء، نتيجة تقليص الاحتلال لكمية الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة التوليد في قطاع غزة.
ولم تكن تتوقع أم هاني أن تزداد حدة أزمة الكهرباء خاصة في عيد الأضحى "الذي نحتاج فيه كثيرا إلى الثلاجة"، مؤكدة أنها تفكر في إرسال اللحوم إلى أقاربها الذين يمتلكون مولدا للكهرباء.
ويهرب أهالي قطاع غزة المولدات الكهربائية "صينية الصنع" عن طريق الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية مع مدينة رفح جنوب القطاع بعد إغلاق المعابر الصهيونية وتشديد الحصار على القطاع.
وقالت أم هاني، لـ"الرسالة نت" :" حصلنا اليوم على حوالي 10 كيلو من اللحم من أقاربي وجيراننا ولكنني سأطبخ اليوم فقط 2 كيلو فيما سأضطر لوضع الباقي في الثلاجة ولكن انقطاع الكهرباء زاد من حيرتي".
وأضافت "أمر فظيع أن تجد لحوم كثيرة ولا تستطيع أن تحتفظ بها ليوم واحد فقط، مشيرة الى انها ستدعو بناتها المتزوجات على الغداء".
وتقضي أغلب العوائل الفلسطينية ثاني أيام عيد الأضحى في العزائم والولائم، الأمر الذي يؤكد على حميمية العلاقات الاجتماعية بين أهالي غزة رغم ظروف الحصار والفقر.
وقالت "ام علي" وهي امرأة طاعنة بالسن " ذبح أبنائي في عيد هذا العام عجل كبير ووزعوا كثيرا على الجيران والأقارب ولكن الحمد لله الخير كثير من اللحوم ولكن انقطاع الكهرباء سيعمل لدينا مشكلة في الاحتفاظ بباقي اللحم".
وبينما تضع بعضا من اللحم في أكياس تضيف "أم علي" " سأضع اللحمة في أكياس وأبعث بها إلى جارنا نظرا لأنه يمتلك ثلاجات كبيرة ومولدات للكهرباء".
ويخيّم الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، على أجواء عيد الأضحى في غزة، في الوقت الذي يفتقر فيه القطاع لأبسط مقومات الحياة ألا وهي الكهرباء.
وكان مدير عام شركة توزيع كهرباء محافظات غزة سهيل سكيك أشار إلى أنه نظراً للنقص القائم في كمية الوقود المتوفرة فإن معدل عدد ساعات فصل التيار الكهربائي سيستمر خلال فترة أيام العيد.
