أماطت نتائج الانتخابات التمهيدية لاختيار القوائم الانتخابية لحركة فتح المعروفة بـ"البرايمرز" اللثام عن موجة من خلافات فتحاوية لتقاسم الكعكة، بين أعضاء وقيادات فريق الرئيس محمود عباس داخل الحركة.
بعيد ساعات قليلة من اعلان النتائج، أمر رئيس السلطة بإلغائها، معتمدا على تقارير اللجنة الرقابية التنظيمية التي شكلت بقرار أمني، بحسب مصادر فتحاوية، صنف بموجبها قيادات فتح تحت عنوان "يصلح ولا يصلح"، تحت عناوين أمنية تشترط عدم الاقتراب أو الصداقة من قيادات فتح المفصولة وعلى رأسهم دحلان والقدوة، أو حركة حماس.
وانتشرت فيديوهات لقيادات فتحاوية عبرت فيها عن رفضها لنتائج البرايمرز متهمة أطرافا بالتلاعب في عملية الاختيار.
ومن الجدير بالذكر أن فتح حتى اللحظة لم تحسم موقفها من شكل المشاركة بالعملية الانتخابية.
تيه سياسي!
عضو المجلس الثوري السابق لفتح عبد الحميد المصري، علقّ على نتائج انتخابات البرايمرز بالقول إنه يكشف حالة التفكك داخل فريق أبو مازن، "المرشحون في واد وقيادتهم في واد آخر".
وذكر المصري لـ"الرسالة نت" إن هذا الفريق لا يوجد لديه قيادة ويعيش في حالة من التيه والبحث عن الذات.
وأوضح المصري أن ما يجري هو نتيجة غياب المعايير والمفاهيم السليمة والصحيحة، والاعتماد على سيف السلطة وأبو مازن في عملية الاختيار.
وأضاف: "لذلك لن تجد ما يرضيهم ولو تم اختيارهم سيكون هناك احتجاج على عملية الترتيب".
وفي السياق، أكدّ المصري أن نتائج هذه السياسات أوجدت "تيارا عريضا ضد عباس، منذ زمن بعيد، ومع الانتخابات أصبح هذا التيار أكثر وضوحا في التعبير عن رأيه".
وتوقع أن يذهب عباس لتأجيل الانتخابات أو الغائها في ضوء التقارير الأمنية المرعبة التي تصله.
وذكر أن تيار المعارضة لعباس يزداد في ضوء إجراءات فريقه التعسفية، "فكل منهم يتسلط على الآخر بسيف عباس".
قوانين صارمة!
في المقابل، وخلافا لما يراه المصري، فإن مسؤول الهيئة القيادية في فتح بغزة السابق يحيى رباح، يرى أن هذه المعارضة للنتائج لا تؤثر على مسار العملية الانتخابية.
وقال رباح لـ"الرسالة نت" إنّ العمل جار لدى فتح لتشكيل قوائم للمشاركة في الانتخابات بحسب معايير.
وأضاف: "سنستمع إلى تحليلات غريبة حتى يوم الانتخابات وهذا شيء اعتدنا عليه".
وذكر رباح أن فتح لديها قوانين داخلية تنظم انتخاباتها، "وأتعجب من التشهير والتشكيك في هذه القوانين".
وتابع: "لا يمكن أن نرشح من يعادي فتح أو قياداته ومن طالته الإجراءات في الحركة هم يعرفون هذه القوانين واستخدموها سابقا لمصلحتهم".
وأكمل رباح: "عندما تستخدم اليوم هذه القوانين ضدهم يقولون إنها ليست عادلة وهم من استخدموها سابقا".