قال جنرال (إسرائيلي) إن "تسلل قوات كوماندوز حماس من البحر، واستخدام طائرات دون طيار متفجرة، ومحاولة خطف جندي، هي بعض التهديدات التي تواجه فرقة غزة التابعة للقيادة الجنوبية في الجيش (الإسرائيلي)".
وأضاف قائد فرقة غزة، نمرود ألوني، في حوار مع موقع "ويللا"، أن "الوسائل التكنولوجية الدفاعية، والخطوط العريضة المعاد تصميمها، ومفهوم إدارة القوات والتحديات الجديدة التي أوجدتها حماس، جزء من الفسيفساء اليومية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، وتتصدر جبهته العملياتية".
وأشار إلى أن "كيانات الجيش المختلفة تجمع معلومات وأبحاثا دقيقة وسريعة عن قدرات حماس العسكرية، بجانب ما تجمعه الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية، ما أوجد ما يمكن أن نسميه خوارزمية أمنية، تؤكد أننا أمام ثورة معلومات بكل معنى الكلمة".
وكشف عن "إجراء آخر يغير قواعد اللعبة في حرب الدماغ في غزة ضد حماس والمنظمات المسلحة، وهو أجهزة الاستشعار الموجودة بعمق في الأرض للكشف عن نشاط الأنفاق". ونظرا لما تحوزه تلك المنظمات من إمكانية قتالية، قال ألوني: "نضطر أحيانا لعدم القيام بدوريات على طول قطاع غزة، وأحيانا عدم السير مشيا على الأقدام في الليل، والقيام بحركات مخادعة، وعدم قيادة السيارات العسكرية، واستخدام المركبات المضادة للدبابات".
وأوضح أن "فرقة غزة تقوم بترتيب جميع التهديدات والمعلومات الحيوية في منطقة قطاع غزة، وتصنفها، لكن الانطباع السائد لدينا أنه حتى تنتهي الانتخابات الفلسطينية العامة، فلن يظهر شيء غير عادي على طول الحدود مع غزة، رغم أن هذه الانتخابات تتقدم بشكل أفضل منذ عام 2006".
وزعم ألوني أنه "في الوقت الذي تراجع فيه الدعم المالي الإيراني لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة في العامين الماضيين بسبب العقوبات الأمريكية، لكن الدعم الإيراني ذاته، الذي تركز في السابق بتهريب السلاح، تم استئنافه مجددا لنقل المعرفة التكنولوجية التي تساعدهم في تطوير الأسلحة".
وأكد أن "قيادة المنطقة الجنوبية تبدي قلقها الجدي من تطور استخدام الطائرات المسيرة لدى الفلسطينيين، وتحسين عمل قذائف الهاون وقوات النخبة التابعة لحماس، وهذه تطورات مزعجة، لأن الخطوة التالية تتمثل باصطدام طائرة شراعية فلسطينية بأخرى إسرائيلية".
وأشار ألوني إلى أن "التهديد الإسرائيلي المقلق قادم من البحر، والسيناريو المتوقع تكرار ما حصل مع تسلل الكوماندوز البحري لحماس لشاطئ زيكيم في حرب غزة 2014، فقد أصبح النطاق البحري اليوم الأكثر تحديا للجيش الإسرائيلي".
واعترف أنه "لم يكن لدى الجيش طريقة واضحة لإحباط عمل خلية حماس البحرية على شاطئ زيكيم 2014، لكن الوضع اليوم مختلف تماما، رغم أن حماس تواصل حفر الأنفاق، بعضها لأغراض دفاعية في عمق الأراضي الفلسطينية، وبعضها عبر السياج الحدودي، وحماس ستحاول في الحرب القادمة مفاجأة الجيش الإسرائيلي بقرار تنفيذ هجوم سيؤدي لخسائر فادحة، بما في ذلك الاختطاف أو الهجوم على قوات الحدود".
وأكد أن "حماس لن تتخلى في المواجهة العسكرية المقبلة عن مفاجآتها تجاه إسرائيل، وسوف تحاول إيذاءنا، خاصة عندما تناور قوات الجيش في داخل غزة، ولذلك يعتمد مفهوم الحملة القادمة في القيادة الجنوبية على دفاع قوي للغاية، مع ألوية مشاة في الاحتياط، ومقاتلين في اللواء الأول، ولذلك عمد الجيش لإجراء سلسلة من التدريبات التي نفذت على حين غرة في الأشهر الستة الماضية".
وأوضح أن "ما سيغير شكل المواجهة العسكرية القادمة في غزة في ساعاتها الأولى هو سلاح الجو، فهناك مجموعة من الأهداف المخطط لها مسبقا، وبصفتي قائد فرقة غزة، أتخذ قرارا بشأن الهجوم بإحضار سلاح الجو لقصف أهداف في غضون نصف ساعة، وأهاجم أهدافا في عمق غزة، مثل نقاط خروج الأنفاق، والمنازل النشطة، والمقرات، والأسراب، ومواقع النخبة، وبطاريات المدفعية".
وختم بالسؤال عن تقييمه للعام الجاري، وما إذا كانت فرص الحرب في قطاع غزة قد ازدادت أو انخفضت مقارنة بعام 2020، فأجاب قائلا "إنني لا أعتقد أن الاحتمال مرتفع، ليس هناك من سبب عقلاني يدفع للحرب، لكن غزة هي غزة، أتمنى ألا نرتكب أخطاء تكتيكية".
عربي 21