قال الجنرال "الاسرائيلي" كوبي باراك، قائد قسم التكنولوجيا واللوجيستيكا في قوات الاحتلال إن الحرب القادمة ستندلع بشكل مفاجئ، مشددًا على أنه فوجئ من تحول الاستعدادات الأمريكية لشن العدوان ضد سورية إلى اتفاق تسوية، علاوة على ذلك، رأى أن الوضع السوري يختلف عن إيران.
وأوضج باراك أن الجيش "الإسرائيلي" استفاد من استعداداته لوضع تندلع فيه حرب مع سورية، وعبر عن رغبته في أنْ تكون الحرب القادمة قصيرة من حيث المدة الزمنية، ذلك بسبب الأخطار والتحديات التي تُواجه "اسرائيل" والعمق "الإسرائيلي"، على حد قوله.
وتابع قائلاً: "أعتقد بأن الحرب القادمة ستندلع بشكل مفاجئ لغالبية القوات العسكرية، وأنا لا أقول بأن الأعداء سيفاجئوننا، لكن يمكن أنْ ينشأ وضع كما حدث في عملية عامود السحاب، أي العدوان الإسرائيلي الذي شنه الاحتلال ضد قطاع غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، حيث كنت الوحيد من قسم التكنولوجيا واللوجيستيكا الذي عَلم بأننا سنغتال احمد الجعبري، من أجل المحافظة على السرية التامة".
وتابع باراك: "إنه على الرغم من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على اسرائيل ومنطقة مركز البلاد، فإن التهديد على الجبهة الشمالية يزيد بعشرات الأضعاف عما هو الحال جنوبًا، حيث تفيد التقديرات بأن حزب الله يمتلك 70 ألف صاروخ كثير منها مزود بأجهزة توجيه ستقود هذه الصواريخ نحو أهدافها بدقة مثل إصابة محطة الكهرباء بمنطقة الخضيرة أوْ مقر القيادة العسكرية العامة وسط تل أبيب أو مطار اللد الدولي".
وتطرق في سياق حديثه إلى الفرق بين حرب أكتوبر 1973 والحرب القادمة وقال إنه في حرب أكتوبر قام السوريون بإطلاق عدد من صواريخ (فروغ) على منطقة (رمات دافيد)، في مركز "اسرائيل"، وغير ذلك لم يتعرض العمق "الإسرائيلي" لتهديدٍ حقيقي، لكنه، استدرك قائلاً:"إنه في هذه الفترة بالذات، فإن الأمر بات مختلفًا الأمر الذي سيُلزم الجيش الإسرائيلي بتفعيل قوة هائلة في ضربة واحدة ووقت واحد على أمل تقصير فترة الحرب".
وأشار إلى أنه شعر كباقي أركان المؤسسة الأمنية بالدهشة والمفاجئة الكبيرة من طريقة تحول التهديد الأمريكي بشن عدوانٍ ضد سورية إلى اتفاق وتسوية روسية أمريكية وافق في إطارها الرئيس السوري بشار الأسد على نزع أسلحته الكيميائية.
أما حول فهم إيران لهذا التحول، وأن صناع القرار فيها قد يفهمون أن أمريكا لن تُوجه لهم ضربة عسكرية، فقال الجنرال براك إنه يتوجب عدم استنتاج أي شيء مما جرى، ذلك أننا نتواجد في محيط استراتيجي معقد ومُركب يتطلب منا بحث كل أمر لوحده وحسب معطياته الخاصة.
وأشارت صحيفة يدعوت أحرونوت إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع فقط أعلن الجيش "الإسرائيلي" حالة التأهب القصوى وقام باستدعاء قوات الاحتياط وفتح مخازن الاحتياط، ونشر بطاريات (حيتس) و(القبة الحديدة) و(باتريوت) في ميادين القتال المتوقعة، وحول هذا الأمر أوضح الجنرال باراك, أن الوضع في الفترة الحالية أصبح أكثر هادئًا، لافتًا إلى أنه إذا تم تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي سيكون أمرًا ليس سيئًا، وأن "إسرائيل" لا تسعى للحروب، بل أن الأجهزة الأمنية والجيش يتابعون عن كثب ما يجري في سورية.