اضطرت حركة فتح لإبقاء اجتماع لجنتها المركزية في انعقاد دائم، بهدف الوصول إلى قائمة مرشحين نهائية لتقديمها للجنة الانتخابات المركزية في آخر ساعة قبل اغلاق باب الترشح غدًا الأربعاء، بعد أن سجلت حركة حماس والقوائم المنافسة قبل انتهاء المهلة بأيام.
ولعل الدافع وراء حالة الانعقاد الدائم، هو البحث عن مرشحين ذوي كفاءة وقدرة على جمع الأصوات خلال الانتخابات، وكذلك الانسحاب المتكرر لعدد ممن تم اختيارهم في القائمة، وفوق ذلك كله التشييك الأمني الذي يقوم به أمن السلطة خوفا من الوقوع في فخ (الإصلاحيين) أو خط القدوة أو جماعة البرغوثي أو حتى اقتصاديي سلام فياض.
وفي تفاصيل الموقف، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، الإثنين، إن حركته قررت تسجيل قائمتها لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأربعاء.
وفي حديث لتلفزيون "فلسطين" قال الأحمد إن "اللجنة المركزية عقدت، الاثنين، اجتماعا برئاسة الرئيس محمود عباس (رئيس الحركة)، وهي في انعقاد دائم".
وأضاف أن "فتح اتخذت قرارا بتغيير المعايير داخل الحركة لاختيار المرشحين، وتشكيل لجنة لدراسة القرارات"، دون مزيد من التوضيح، مشيرًا إلى أن "اللجنة تدرس القرارات المتخذة سابقا، ومنها عدم ترشح القيادات الحالية والوزراء السابقين والحاليين".
وقال الأحمد: "مساء الثلاثاء تكون قائمة الحركة جاهزة من 132 عضوا، وتسلم الأربعاء للجنة الانتخابات المركزية".
وأعلنت لجنة الانتخابات أمس الاثنين أنها تلقت طلبات ترشح 15 قائمة، حيث تم قبول 5، ويجري دراسة البقية، كما أعلنت حركة "حماس"، أنها سجلت قائمتها تحت اسم "القدس موعدنا".
وفي 20 مارس الجاري، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، بدء استقبال طلبات الترشح للانتخابات البرلمانية وتستمر حتى مساء الأربعاء 31 مارس، وفقا لمرسوم رئاسي سابق، ستجرى الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية (برلمانية) في 22 مايو، ورئاسية في 31 يوليو ، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس.
وبدأت اعتذارات المرشحين عن حركة فتح تظهر خلال الأيام الأخيرة، جزء منها علني، والآخر خلف الكواليس، منها اعتذار القيادي في حركة "فتح" الدكتور عدنان ملحم عن قبول الترشح في قائمة الحركة لانتخابات المجلس التشريعي القادمة، بسبب ترتيبه برقم "108".
ووجه ملحم عبر حسابه في "فيسبوك" رسالة للرئيس محمود عباس، وأعضاء اللجنة المركزية قال فيها: "أشكر ثقتكم الكبيرة، التي منحتموني إياها، بإدراج اسمي في قائمة حركة فتح لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني القادمة برقم 108 وأعتذر عن قبول الترشيح، معتقدا بأن وضعي في هذه المرتبة، لا يتفق مع تاريخي النضالي والأكاديمي الطويل".
أما القيادي في فتح حسن الشاعر فكتب عبر صفحته على "فيسبوك" "احتراما للنفس وللكرامة أعلن من هذه اللحظة انسحابي من الترشح لقائمة حركة فتح لانتخابات المجلس التشريعي 2021، وسأبقى مؤمنا بانها صمام الأمان وحامية لمشروعنا الوطني الذي قدم الشهداء دماءهم في سبيله رغم سلوك البعض المنطلق من الاهواء والحسابات الشخصية البعيدة كل البعد عن الالتزام بالمعايير التي ينادون بها".
وأضاف: "سأنشر في الايام القليلة القادمة تفاصيل تجربة الترشح وما تبعها فيما يتعلق بآليات الاختيار ممن كلفوا بمتابعة هذا الموضوع في جنوب الضفة الغربية تبيانا للحق والحقيقة وكيفية تنفذهم وتسلطهم على القرار الحركي والآليات التي اعتمدوها في الاختيار.
ويرى البعض أن فتح واجهت أزمة داخلية قبل تشكيل الانتخابات تخللتها انشقاقات لشخصيات فيها كالقدوة والبرغوثي وفياض ونبيل عمرو وأحمد قريع، وأزمة أخرى خلال التشكيل، وأزمات عميقة ستلحق بالتنظيم في أعقاب صدور القائمة التي بالتأكيد لن تلبي طموح كل أفرادها، في ظل الانشقاقات الحالية.