يأتي شهر رمضان للعام الثاني على التوالي وجائحة كورونا – كوفيد 19 – تسيطر على العالم، في ظل تزايد عدد المصابين، والمحتاجين للرعاية الطبية بسبب أوضاعهم الحرجة.
ويتساءل المصابون عن حكم الإفطار في رمضان بسبب وضعهم الصحي، وما الاضرار الصحية التي ستعود عليهم في حال قرروا الصيام.
ويعاني قطاع غزة الذي اجتاحته كورونا من ارتفاع ملحوظ في اعداد المصابين والوفيات على حد سواء، خاصة بعد وصول السلالة البريطانية سريعة الانتشار، فقد أعلنت وزارة الصحة تسجيل 10 حالات وفاة يوم أمس الأربعاء، و1425 إصابة جديدة بفيروس كورونا وهو ما يعادل36 ٪ من العينات.
وقالت إن إجمالي تراكمي المصابين بلغ 86004 إصابة فيما بلغ عدد الحالات النشطة 20899 حالة، موضحة أن إجمالي الحالات التي تحتاج رعاية طبية في المشفى 398 حالة فيما يبلغ اجمالي الحالات الخطيرة والحرجة 270 حالة.
وتشهد غرف العناية المركزة في المشافي المخصصة لمتابعة الحالات الحرجة لكورونا ارتفاعا بعدد المصابين، مما يدفع للتساؤل عن خطورة صيامهم فترة المرض، ويجيب دكتور الباطنة المصري محمد إسماعيل عبر موقع الشخصي الفيسبوك بالقول: "يمنع صوم مصابي كورونا لاحتياجهم كميات كبيرة من المياه والسوائل والأطعمة على فترات متقاربة، وأيضا لاحتياجهم الأدوية الداعمة".
وأكد استشاري الأمراض الباطنية أن حرمان المصاب من المياه والأطعمة والأدوية الداعمة لمدة تقارب 15 ساعة يكون له آثار جانبية منها على سبيل المثال لا الحصر: الشعور بالهزال والإعياء الشديدين والدوار والصداع، وانخفاض حاد بضغط الدم والسكر.
كما كشف الطبيب عدة ملاحظات عند الإصابة بفيروس كورونا، من بينها: اشتداد الأعراض التنفسية كالسعال الجاف وضيق النفس وحرقة الصدر الملازمة (في حالة معاناة المصاب من أعراض تنفسية)، بالإضافة إلى الجفاف الشديد في حالة معاناة المصاب من قيء أو إسهال شديد أو متكرر، وكذلك جفاف شديد بالحلق والأنف (في حالة معاناة المصاب من احتقان بالأنف والحلق)، وتأخر التعافي من عرض فقدان حاستي الشم والتذوق للحرمان من السوائل لفترة طويلة.
أما شرعا فيقول الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية: "إذا ثبت طبيًا بأن الصوم يضر المصاب بفيروس كورونا، فله أن يفطر في نهار شهر رمضان المبارك، ويلزمه القضاء عند تعافيه وتمكنه من ذلك".
وتابع: وفي حال عجزه الدائم عن القضاء فعليه أن يخرج فدية عن كل يوم يفطره، بإطعام مسكين، على ألا تقل قيمة الفدية اليومية عن مقدار صدقة الفطر، وهي لهذا العام تسعة شواقل".
وحول حكم صيام المصابين بالفيروس، أوضح المفتي أن صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة، فرضه الله فرض عين على المسلم البالغ العاقل المقيم المستطيع له، ويحرم التهاون في أدائه عند تحقق شروط وجوبه.
وأشار إلى أن الله شرع الإفطار للذي يشق عليه الصوم بسبب المرض، أو يضرّه، أو يعرضه إلى حرج بالغ ومشقة غير محتملة، أو كان يحتاج إلى تناول دواء لازم في النهار، أو غذاء أو سوائل بسبب مرضه، فما جعل الله في دينه من حرج، والذي يحدد عجز المرء عن الصيام، الشخص نفسه، وطبيبه.