قائمة الموقع

هكذا انتصر المقدسيون في هبة باب العامود

2021-04-27T11:21:00+03:00
غزة – مها شهوان  

بعد صلاتي العشاء والتراويح سجد المصلون في المسجد الأقصى سجدة النصر، لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على إزالة حواجزه وذلك بعد مواجهات اندلعت بين الشبان المقدسيين والشرطة الإسرائيلية بداية شهر رمضان.

منذ بداية الشهر الكريم تمنع قوات الاحتلال الفلسطينيين من الجلوس وتنظيم الفعاليات الرمضانية السنوية في منطقة باب العامود أحد أبواب المسجد الأقصى، دون أن تفسر سبب المنع ما تسبب بنشوب مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية.

وبلغت ذروة المواجهات الخميس الماضي بعد قيام مستوطنين إسرائيليين باعتداءات على فلسطينيين بأنحاء القدس المحتلة، مما تسبب بإصابة أكثر من 100 مقدسي على الأقل واعتقل حوالي 50 شابا اخرين.

وعد الشبان المقدسيون تراجع قوات الاحتلال وإزالة الحواجز انتصارا للهبة التي قاموا بها على مدى الأيام الماضية، وبعد انتصارهم لوحوا بالأعلام الفلسطينية وهم يرددون الأناشيد الوطنية، ومع ذلك حاول الجنود مصادرة الاعلام لكن لم يفلحوا.

الفيديوهات التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، أكدت مدى العناد التي يتمتع به الشبان المقدسيون للحصول على حقهم حتى لو كلفهم الامر الاعتقال أو الضرب.

كما كشفت تلك المشاهد مدى استهزاء وسخرية الشبان المقدسيين من جنود الاحتلال وحواجزهم وحتى أسلحتهم، فكانوا يمشون بهدوء من جانبهم ويرمونهم بكلمات تثير استفزازهم مثل " غصب عنكم حتشيلوا الحواجز"، "انتو مش قدنا"، "احنا رجال محمد ضيف".

يقول أحد المرابطين في المسجد الأقصى "للرسالة": سبب نجاح حراكنا أنه عفوي فطري بدون تدخل أي من القيادات الفاشلة".

ويرى أن ابن القدس وحده من يدرك وجع مدينته ويشعر بها، لذا ينجح في كل مرة يحاول المحتل استفزازه أو إهانة مقدساته، واصفا الشاب المقدسي بالثائر الذي لا يرضخ للاحتلال، والأخير بات يدرك جيدا أن معركته دوما مع المقدسيين فاشلة.

في حين تحكي "أم مهند" وهي احدى جيران المسجد الأقصى أنها كانت طيلة الوقت تراقب الاحداث، ويوميا تذهب بصحبة زوجها وأولادها للإفطار في المسجد قرب باب العامود.

ورغم أنها كانت ترى كيف يتعدى الجنود على الشباب ويعتقلونهم، إلا أنها دوما كانت تشجع أولادها على الرباط والانتقام للمسجد الأقصى وأبوابه مهما كان الثمن.

وبحسب مراقبتها تقول أم مهند "للرسالة": دوما اعتدنا على مشاهد المواجهات، لكن في السنوات الأخيرة الوضع مختلف أكثر فالشباب "حامي" لا يخشى أحد، فمثلا ابني اعتقل مدة عام بسبب "حركشة" جندي فيه عن قصد، وبعد الافراج عنه ذهب إلى المسجد الأقصى وتجول فيه.

وتقول إن مشاهد المواجهات وأداء الشبان في الدفاع عن أقصاهم "بترفع الرأس"، ولا فصيل أو قيادة يحركهم فقط ضميرهم وشغفهم بالأقصى ومدينتهم المقدسة يدفعهم للتصدي لانتهاكات الاحتلال.

وتحكي أنها وجاراتها المرابطات أعددن المقلوبة وورق العنب لتناول الإفطار قرب باب العامود للاحتفال بانتصار ابنائهم على الشرطة الإسرائيلية.

غضب المقدسيين امتد إلى الضفة المحتلة التي شهدت احتجاجات للتضامن مع المقدسيين، والحال ذاته في قطاع غزة حيث خرجت المسيرات من كل الأزقة تهتف للقدس والأقصى.

اخبار ذات صلة