لا يزال ساكنو حي الشيخ جراح صامدين في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، ويدافعون عن حقهم في البقاء بكل قوتهم، فمحاولات اخراجهم من بيوتهم والاستيلاء عليها جمدت بقرار المحكمة الإسرائيلية بعد سلسلة من المواجهات والاستفزاز.
وارتفعت وتيرة الاحداث بعد دعوة سكان الشيخ جراح إلى تصعيد المقاومة الشعبية في الحي الذي يتعرض إلى أبشع سياسات التطهير العرقي في القدس، والعمل على تكثيف التضامن معهم، حيث شارك في تلك الفعاليات العشرات من المقدسيين الذين عبروا عن رفضهم لقرارات الاحتلال، مرددين شعارات ضد الاستيطان وطرد السكان.
وأظهرت مقاطع مصورة إصابات وتخريبا بعد اعتداء قوات الاحتلال على المنازل في حي الشيخ جراح بالقدس وإجبار المعتصمين على إخلاء المكان ورمي الكراسي بالإضافة إلى الضرب والقمع والملاحقة ورش المياه العادمة (وهي المياه التي تُخلّفها المصانع والشركات والمزارع، بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي الصادرة عن المنازل).
وقبل أيام منحت محكمة الاحتلال عائلات "الكرد، والقاسم، والجاعوني، واسكافي"، التي يبلغ عددها سبع أسر وتضم 30 فردا منهم 10 أطفال مهلة للإخلاء وعائلات "الداوودي، والدجاني، وحماد" حتى مطلع أغسطس، وعددها 7 أسر وتضم 25 فردا بينهم 8 أطفال.
منتصف الأسبوع قررت أيضا محكمة الاحتلال تجميد إخلاء منازل المواطنين في "كبانية أم هارون" بالشيخ جراح حتى 3 حزيران المقبل، أو إلى حين صدور قرار آخر بحق المنازل التي يدعي المستوطنون ملكيتهم للأراضي التي تم البناء عليها.
يقول ناصر هدمي رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهجير: "ما يجري في الشيخ جراح هو محاولة من الاحتلال لفرض سيادته على القدس وتنفيذ مخططاته التهويدية تحت غطاء القانون بحجة أنها عاصمة دولته ومن حقه تنفيذ القوانين فيها".
ويوضح هدمي "للرسالة" أن الاحتلال يتخذ من حي الشيخ جراح نموذجا لينقل التجربة لأحياء أخرى، مفسرا أن سلطات الاحتلال تريد تنفيذ عملية التهجير القسري والجماعي.
وعن سبب محاولات اخلاء الشيخ جراح من ساكنيه، يذكر أن هناك ثغرة قانونية استغلها الاحتلال لتنفيذ مخططاته، مشيرا إلى أن الأرض التي بني عليها الحي كانت آنذاك تحت السيادة الأردنية ولم تسجل البيوت بأسماء السكان، لذا يطالبهم الاحتلال بإثبات ملكيتهم لهذه البيوت.
وتعليقا على سبب تأجيل اخلاء السكان لبيوتهم يقول هدمي" يسعى الاحتلال لتهدئة المدينة للاستفراد بحي الشيخ جراح، لذا يعمل على توفير ظروف ميدانية أفضل".
وبحسب متابعته، فقد تشهد الأيام المقبلة تصعيدا كبيرا في الشيخ جراح طالما هناك مضايقات من المستوطنين للسكان الأصليين.
وتجدر الإشارة إلى أن حي الشيخ جراح يعد من أول الأحياء الجديدة نشأة خارج سور البلدة القديمة في القدس، وتقول الإحصاءات العثمانية إن منطقة الشيخ جراح ضمت 167 عائلة بحلول عام 1905.
ويواجه سكان 27 منزلا في الشيخ جراح وعددهم قرابة 500 مقدسي قرارات بإخلاء منازلهم في عدة قضايا رفعها مستوطنون ضد المقدسيين القاطنين هناك.