"المقلوبة" والأهازيج سلاح المتضامنين في الشيخ جراح 

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-مها شهوان

لم تعد قضية حي الشيخ جراح تخص سكانه، بل تمس كل فلسطيني يؤمن بحقه في الأرض التي يحاول الاحتلال سلبها منه. 
اليوم المئات من المتضامنين يخرجون من بلداتهم وقراهم في الضفة المحتلة وأراضي الـ 48 متوجهين إلى الشيخ جراح منهم يفلت من الشرطة الإسرائيلية ويدخل، وآخرون يمنعون لكن لا يستسلمون فيمارسون كل أشكال التضامن لغيظ المحتل. 
من قرية جيت في الداخل المحتل يقطع الشاب كرم خلف ساعة ونصف في السيارة ليصل إلى حي الشيخ جراح للتضامن مع سكانه لاسيما المهددين بالرحيل. 
يقول خلف:" منذ بداية القضية أتي بصحبة الكثير من الأصدقاء للتضامن، والاعداد تزداد يوما بعد يوم (..) هناك باصين في منطقة أم الفحم لنقل المتضامنين". 
ويحكي أنه رغم المضايقات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين ورجال الشرطة الإسرائيلية إلا أنهم يواصلون التضامن حتى الوصول إلى حل يرضي السكان. 
في الأيام الماضية اعتاد خلف الدخول إلى الحي برفقة اصدقاءه، لكن متعوا الجمعة الماضية، ومع ذلك لم يستسلموا فبقوا على مداخل الحي يهتفون، وحين اقترب موعد آذان المغرب افترشوا الأرض وتشاركوا طعامهم "المقلوبة" التي باتت سلاحا شعبيا استفزازيا يواجه فيه الفلسطينيون الاحتلال. 
ويخبر خلف "الرسالة" أنه حين منعهم الاحتلال الدخول إلى الحي كما اعتادوا للوصول إلى بيت الكرد المهدد بالإخلاء، بقي ومن معه قرب الشوارع القريبة من البيوت المهددة بالتهجير وذلك كنوع من التضامن يقصدون من خلاله "أنهم موجودون لدعمهم". 
وبحسب تواجده بشكل يومي في الشيخ جراح فإن الحراك الشعبي يبدأ بعد صلاة المغرب، لكن ما حدث الجمعة الماضية كان مغايرا حيث الإصابات بدأت مبكرا، مشيرا إلى أن تضامنهم يكون بتواجدهم بالمكان والهتاف وترديد الأغاني الوطنية المحفزة على البقاء. 
حاول جنود الاحتلال تفريق المتضامنين عبر رمي القنابل المسيلة للدموع ورشقهم بالمياه العادمة المختلطة بالمواد الكيماوية ذات الرائحة النتنة، لكن الشباب كانوا يجدون طرقا فرعية تعيدهم لبعض. 
أما من تمكن من الدخول إلى الحي بقي بالقرب من البيوت المهددة بالإخلاء كالكرد والغاوي، ورغم أن كل مداخل الحي مغلقة إلا أن أعداد المستوطنين الداخلين إلى الحي بحراسة الشرطة أكثر من ذي قبل، يحاولون تقليد الفلسطينيين في كل شيء، يشعلون الأغاني لكن يقابلهم المتضامنين والسكان بتجاهل كبير. 
حالة التجاهل، والاستخفاف بهم دفعهم إلى الاعتداء على موائد الإفطار، وكان ذلك موثقا عبر ما نشرته منى الكرد التي تعيش في الحي وبيتها مهدد بالإخلاء. 
طيلة فترة المواجهات كانت توثق الكرد الأحداث أولا بأول عبر قصتها على الانستغرام، لقطت بعدستها مشاهد كثيرة للشرطة وهي تحاول افراغ السكان والمتضامنين من حارتها لكن قوتهم وصمودهم في وجه المحتل كانت حديث المتابعين. 
حاولت الكرد الاقتراب من مداخل الحي ووثقت هتافات المتضامنين الذين جاءوا من جلجولية مرددين " من جلجولية للشيخ جراح مش حنوقف الكفاح"، وكان واضحا في كل اللقطات بسالة الأهالي حين كانوا يتصدون لاستفزاز المستوطنين أيضا. 
وتعد موائد الإفطار التي تقام أمام كل بيت مهدد بالاخلاء أبرز أشكال التضامن هو موائد الإفطار ، تلك المشاهد التي يتخللها أدعية بالثبات وأغاني وطنية كانت تستفز المستوطنين كثيرا، مما كان يدفع الشرطة لتفريقهم بعد الإفطار إلا أنهم ساعة السحور يتجمعون "خاوة" كما تقول الكرد، ومن ثم يؤدون صلاتهم.

البث المباشر