قائد الطوفان قائد الطوفان

موائد الأقصى تحولت لمعارك ابتلت العروق بعدها!

موائد الأقصى تحولت لمعارك ابتلت العروق بعدها!
موائد الأقصى تحولت لمعارك ابتلت العروق بعدها!

 الرسالة نت _أمل حبيب

 لم يرتوِ عطشه بعْد، سرعان ما تناول زجاجات المياه بجواره وبدأ بإلقائها على رؤوس جنود الاحتلال الذين اقتحموا باحات الأقصى بعد دقائق من نصب موائد الإفطار!

وعلى غير عادة الصائم الذي ينتظر سماع "الله أكبر" ليردد مسرعًا "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر"، تحولت مائدته إلى ساحة معركة، ثبتوا فيها جميعًا وثبت أجرهم فعلًا!

لبن وأحذية المصلين!

تطايرت علب اللبن وحبات التمر وتلك الأطباق التي كانت تصطف بانتظام على بلاط ساحة قبة الصخرة، كانت الزاد لثوار القدس من أهلها والزوار منهم، شاركت جميعها في معركة الدفاع عن الأقصى لحظة اقتحامه مساء الجمعة الأخيرة من رمضان.

جنود الاحتلال كانوا قد حاصروا حوالي 3 آلاف مصل في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، في محاولة لإخراجهم، لكن الشبان أغلقوا الأبواب، في حين اعتلى الجنود أسطح المسجد وأطلقوا قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتسريع الإخلاء.

ذاك المعلم الثابت من معالم الأقصى، صاحب القبة رمادية اللون، المصلى القبلي، كان حاضرًا بقوة وتلك الصور تصلني للشباب الثائر من أمامه!

رشقات من الرصاص المطاطي وأخرى من قنابل الصوت والغاز، يقابلها علب لبن وأطباق طعام الصائم هناك، إلى أن وصل الحال للاستعانة بأحذية المصلين والتي لفتنا فيها طفل صغير يعبر عن غضبه بنعله أصاب به وجه أحد الجنود هناك!

سلطات الاحتلال لم تفرغ حقدها على المصلين وزوار القدس بل عرقلت عمل الأطقم الطبية الفلسطينية في الأقصى وحي الشيخ جراح وحاجز قلنديا بالقدس.

دماء الصائم!

لم يرتو عطش المتابع لهبة أهل الأقصى فحسب، بل ارتوت ساحة القبة الذهبية بدماء الشبان الثائر هناك، على درجات القدس وصلتنا مقاطع فيديو لتلك الدماء التي رسمت طريقًا جديدًا في معادلة الصمود المقدسي، يدرك الجميع هناك أن الحرية بحاجة للكثير من النزف!

العدوان الإسرائيلي بدأ على الموجودين في ساحة الحرم القدسي قبل صلاة التراويح، حيث أغلق الجنود مكبرات الصوت لحجب صوت الإمام عن المصلين في الساحات، قبل أن تدخل قوات الاحتلال للحرم عبر بابي السلسلة والزاوية لتشن حصارا على مساجد الحرم الثلاثة، بهدف إجبار المصلين على مغادرتها.

تمكن الفلسطيني من فرض إرادته وإعلان انتصار القدس للمرة الثانية خلال شهر رمضان، كان ذلك جليًا تمسك المرابطون من الشباب والنساء من مواصلة اعتكافهم رغم صوت الرصاص من حولهم.

انتصرت القدس عندما ظهر لنا أحد الجنود المدججين بالسلاح يهرب من علب اللبن وأحذية المصلين وأطباق السلطة، انتصرت فعليًا عندما أعلنت رفضها لتدنيس الأقصى وتهويد الشيخ جراح رغم المحاولات المستمرة لذلك!

البث المباشر