الرسالة نت- مها شهوان
اعتادت الخروج ليلا بحكم طبيعة عملها كما تدعي تلك الفتاة الثلاثينية التي تعمل في شركة لتنظيف المستشفيات ،حيث كانت تقترب من المريضات كبيرات السن وتحنو عليهن كي يدفعن لها الأموال وتتوسل لذويهن لتنام بجانب مريضتهم بدلا منهم بحجة أنها تحتاج للمال لتصرف على إخوتها الذين لا معيل لهم سواها ،فقد كان في كثير من الأحيان يحقق لها ذوو المريضات مبتغاها من باب الرحمة والشفقة.
وكانت تلك الفتاة التي لم يحالفها الحظ لتتزوج تقنع أهلها أن عملها يتطلب المبيت ليلا فكان والدها "الدرويش" يوافق دون أن يعسعس ويتعرف على طبيعة عمل ابنته، فكانت تستغل ثقة ذويها لتمارس فاحشة "الزنا".
الحاجة أم محمود كانت إحدى المريضات التي خدعت بعاملة النظافة حيث كانت تلح عليها لتقنع أبناءها بأن تسهر على راحتها بعدما خرجت من المستشفى ،لكن أبناء تلك السيدة لم يرتاحوا لتصرفات الشابة إلا أنهم في النهاية استجابوا لطلب والدتهم مع مراقبتهم للشابة ليلة تلو الأخرى.
وبعد أيام من ذهاب الشابة للسهر على راحة المريضة افتقدت أم محمود للفتاة ليلا ، فأخبرت أحد أبنائها الذي ضبطها متلبسة بجريمة الزنا، حينها أبلغوا الشرطة وزجت بالسجن.
وعندما علم والد الفتاة المسكين بما حل بابنته سالت دموعه متخذة من تجاعيد وجهه طريقا إلى لحيته البيضاء ، وبعد مكوث الفتاة بالسجن أياما معدودات أفرج عنها بكفالة مالية قررتها المحكمة المختصة.
معروفا ومشروعا
كانت تلك القضية من ملفات القضاء التي نبشت عليها "الرسالة نت" ، لكن في الوقت ذاته تؤكد على أن تلك الحالة لا تمثل شريحة العاملات في مستشفيات القطاع .
وقال رئيس محكمة بداية غزة القاضي أشرف فارس: القانون الفلسطيني يسمح للمرأة بالعمل الشريف والمشروع والذي لا يسبب الإساءة والضرر لها ولسمعتها، موضحا أنه من واجب ولي الأمر معرفة طبيعة عمل محارمه خشية وقوعهن في الحرام.
وأشار إلى أن القانون قبل التعديل كان لا يعاقب مرتكبي جريمة الزنا عن رضا ،لافتا إلى المجلس التشريعي الحالي عدل ذلك القانون وشدد في العقوبات ولا يتساهل في أية قضية تتعلق بالزنا وذلك لردع من تسول له نفسه بارتكاب الفواحش،موضحا أن تلك الممارسات المشينة تدمر العديد من الأسر.
المرأة العقائدية
ومن الناحية الاجتماعية أكد الأخصائي الاجتماعي د.وليد شبير أن مجتمعنا الفلسطيني يتقبل عمل المرأة حسب طبيعتها وثقافتها ،معتبرا أن الفتاة التي تدعي ذهابها لعملها لممارسة الأفعال غير الأخلاقية ارتكبت جريمة وتستحق العقاب عليها من قبل ذويها والمجتمع والمساءلة أمام القانون.
وعن مدى تقبل مجتمعنا الفلسطيني لعمل المرأة يرى أن المجتمع يقبل ذلك إذا دعت الضرورة إلا أن الأمر يعود لذويها ،بالإضافة لأن يكون العمل واضحا ويتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وعقيدتنا الإسلامية.
ولفت شبير إلى أن خروج المرأة ليلا يترتب عليه آثار سلبية لأنها تترك بيتها وأولادها الذين هم بحاجة لها ، معتبرا أن خروج المرأة للعمل ليلا لابد أن يكون للضرورة القصوى كأن يكون تخصصها نادرا ولا يمكن للرجل القيام به .
وحول كيفية محافظة ولي الأمر على ابنته دعا الأخصائي الاجتماعي إلى ضرورة متابعتهن في عملهن والسؤال عنهن بطريقة غير مباشرة، مؤكدا على أن المرأة العقائدية لا خوف عليها بعكس التي يكون الوازع الديني لديها ضعيف مما يجرها نحو الهاوية.
ووجه شبير نصيحة إلى الفتيات العاملات قائلا:" عليهن الإخلاص في أعمالهن ليكن قدوة للآخرين، والعمل بأعمال تتناسب مع أنوثتهن للمحافظة على سمعتهن ،بالإضافة إلى المحافظة على ثقة ذويهن".
آثم وعاص
في حين ذكر د.ماهر السوسي أستاذ الشريعة في الجامعة الإسلامية أن الإسلام سمح للمرأة العمل إذا توافرت شروط منها الضرورة للمساعدة في الإنفاق على أسرتها ،والبعد عن الاختلاط أو الخلوة ،بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالآداب الإسلامية ،منوها إلى أن من تخالف التعاليم السابقة يكون عملها حراما ومعصية لله سبحانه وتعالى ولابد من منعها من مزاولته لعدم ملاءمته للشريعة الإسلامية.
العديد من الأهالي يجبرون بناتهم للعمل واخذ مالهم وفيما يتعلق بذلك قال السوسي:"إذا كان الأهل قادرين على العمل فلا داعي من إجبار بناتهم ،لكن في حال كان ولي الأمر غير قادر ومحتاج ليصرف على أبنائه يمكنه تشغيل ابنته لكن مع المحافظة على الشروط السابقة"،لافتا في الوقت ذاته إلى أن من يجبر ابنته على العمل الحرام فهو آثم وعاص لله عز وجل .